أرشيف المدونة الإلكترونية

السبت، 17 مايو 2014

أحد السامرية - نابلس


االمسيح قام من بين الاموات وداس الموت بالموت ووهب الحياة
 للذين في القبور
 
ايها الاحباء: المسيح قام
 وأي حكيم مثل الرب الذي قال عن نفسه "أنا الحكمة أسكن الذكاء وأجد معرفة التدابير" (أم8: 12). فهو يعرف اي الرب كيف يصل للنفوس، ومتى يصل إليها وبأي طريقة يتعامل معها. إنه يقبل الخطاة ويأكل معهم (لو15: 2)، وفي ذات الوقت يوبخ الفريسيين المرائين (مت23: 13-36). 

يصل إلى زكا العشار وهو فوق شجرة الجميز، وينتظر الخاطئة في بيت سمعان الفريسي (لو19: 1-10، 7: 36-50). يعرف الأسلوب المناسب لكل واحد من البشر لأنهم خليقته وصنعة يديه. يقول للمرأة الخاطئة "مغفورة لك خطاياك"، وفي ذات الوقت يوبخ سمعان الفريسي. ولأنه الرب العالم بكل شيء جاء في التوقيت المناسب عند بئر سوخار ليتلاقى بامرأة متعبة في حالة الإعياء والتعب بسبب الانغماس في أوحال شهواتها. لقد تعب هو ليريحها هي، هذا الذي قال ولا زال يقول "تعالوا إليَ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" (مت11: 28).

أحياناً ما يتباطأ الإنسان في رجوعه إلى الله بالتوبة أو قد يستغرق في الخطية غير مبالي بأمر خلاصه .. إلا أن الرب لا يترك أولاده يهلكون بل يسعى دائما لأجل خلاص الجميع، والكنيسة تذكرنا اليوم بهذه الحقيقة فتقرأ لنا في هذا الأحد المقدس إنجيل المرأة السامرية التي ذهب إليها السيد المسيح ماشياً مسافات طويلة في حر منتصف النهار وتقابل معها عند بئر ماء لكي يخلص تلك النفس الغارقة في الخطيئة ويحولها إلى كارزة ومبشرة معطيا أيضا مثال لكل الذين يعملون في الكنيسة كيف يتعب من أجل كل نفس بعيدة حتى يحضرها ويدخلها إلى حظيرة الراعي الأعظم لنفوسنا ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، الذي أتى الينا وبحث عنا .
بالحقيقة صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول ان المسيح يسوع جاء الى العالم ليخلص الخطاة ( 1 تيموثاوس1: 15) " لانه هكذا احب العالم حتى بذل ابنه الوحيد" ( يوحنا 3: 16) .
لذا يسوع يحب المخاطرة والمغامرة والتحدي والسير في الطريق الضيّق، وهو الآن في انجيل هذا النهار ينتقل من اورشليم الى الجليل ماراً بالسامرة، تلك الطريق الوعرة والجبال العالية واحيانا ينزل الوديان ويعتلي الصخور احيانا ليصل الى ما قد خطط له وهو الوصول الى منطقة السامرة.
ايضا الكنيسة ترغب  في هذا اليوم ،في ان تعرفنا او تكشف حب الله لنا . فالمسيح يحبكم ومن أجلكم قدم الفداء وقدم الخلاص لكل إنسان ومستعد أن يقبل كل إنسان بضعفاته. فنحن نرى في هذا الانجيل كيف ان محبة الله الكبيرة سمحت له أن يذهب الى السامرية. فيعلمنا الرب هنا التمسك بالفضائل . العالم كله قد حكم على مدينة السامرة أنها أشر مدينة في العالم ، حتى ان اليهود عندما أرادوا أن يشتموا السيد المسيح لم يجدوا أصعب من أن يقولوا له إنك سامري وبك شيطان. 

فقد قالوا كل ما عندهم من شتائم .وجاءت المراة السامرية التي يشعر أهل السامرة انها أشر إنسانة في المدينة كأن السامرية أشر الأشرار . أي أشر إنسانة موجودة في أشر مدينة . هذه هي نظرة العالم لكن نظرة المسيح لها مختلفة .حيث وجد المسيح فيها عدة فضائل غير موجودة فى آخرين . وهذا يعلمنا ألا نحكم على أحد بالظاهر حتى لو حكم عليه الناس بأنه من الأشرار.

فيقول لنا الكتاب "لا تدينوا لكى لاتدانوا أنظروا لنهاية سيرتهم وتمثلوا بإيمانهم" وهذا أول درس نتعلمه من حياة السامرية وهو تأمل فضائل الآخرين، قبل أن تحكموا على الناس . تأملوا الفضائل المخفية التى لا تروها أنتم بل يراها الله.ونجد أن فضائل السامرية التى جذبت السيد المسيح والتي من أجلها ذهب إليها بنفسه لكي يخلصها عدة فضائل كما جاء ذلك فى إنجيل يوحنا، اليوم .

ويذكر الإنجيل أيضا إن هذه المرأة ذات سمعة سيئة،اتخذت خمس رجال وهي الآن تعيش مع رجلٍ سادس ليس زوجها.لكن رجلاً سابعاً يظهر بحياتها فجأة، هذا الرجل هو يسوع المسيح. وظهور يسوع سيغير حياتها بتلك اللحظة: سيجعلها تترك جرتها الفارغة عند البئر لتذهب الى أهل بلدتها لتخبرهم عن يسوع الذي روى أعماقها العطشى، بحثت عن سعادتها الأرضية لكنها لم ترتوي إلا من ينبوع الماء الحي – يسوع المسيح.

يسوع الذي تكلم معها بكل إحترام لمس روحها وقلبها وحررها من فراغ حياتها المرموز له هنا بالجرة الفارغة التي كانت تحملها. يسوع الرجل السابع – والرقم سبعة (שבעتعني سبعة وتعني أيضا الشبع) أي يسوع هو الذي سيشبع نفسها ويروي روحها العطشى الى الله.يسوع في هذا الإنجيل يتحدى الشرائع والسُنن الإجتماعية اذ يجلس مع امرأة غريبة.
فقد أثار في نفسها الرغبة في التوبة وأعاد الى قلبها وعقلها حياة الإيمان والنعمة وأعطاها ماء الحياة الأبدية، فرجعت الى أهل بلدها تبشرهم بيسوع على انه المسيح  – لقد أصبحت من النساء الفاضلات المبشرات بالمسيح بعدما كانت زانية.


من فضائل المراة السامرية:
فضيلة الخجل، لهذا عندما كانت تملأ الماء كانت تختار وقت لايكون فيه احد الا وهو وقت الظهيرة. اذا نرى السامرية عندها خجل وحياء في حياتها الخاصة .

فضيلة معرفة الخطايا، اعترفت بانها سامرية

فضيلة الاعتراف بالخطايا ، السامرية اخبرت المسيح بحقيقتها وهذه احدى الفضائل القوية.

فضيلة الحكمة والهدوء،هنا السيد فاحص القلوب والكلى شعر انها جوهرة بهذه الوداعة قد كسبت قلب الرب.

فضيلة الاصغاء لكلمات الرب ، لم تكن مستعجلة لكي ترحل بسرعة قبل ان يراها احد.

فضيلة الرغبة والشوق القوي للحياة مع الله

فضيلة الايمان القوي والرجاء، حيث اعلن لها المسيح ذاته والسامرية من ضمن الاشخاص المحدودين الذي اعلن لهم المسيح ذاته" انا الذي اكلمك هو" .

فضيلة الصدق، اراد المسيح ان يظهر فضائلها اكثر قال لها اذهبي وادعي زوجك وتعالي الى هنا ولكن قالت ان الذي عندي ليس بزوجي وكانت امينة في اعترافاتها . لذلك علينا ان نكون جمعيا اقوياء في اعترافنا بالخطأ.


هذه هي قصة "لقاء السامرية مع يسوع"  :
يسوع كعادته يغير ويجدد حياة الشخص الذي يلاقيه
يعطيه حياة جديدة محررا إياه من الخطيئة والمرض  ليلبسه لباس البر والقداسة
ألم يعطي مخلع بيت حسدا حياة جديدة بالأسبوع الماضي؟
ألم يعطي المجدلية حياة جديدة بعد أن كادت تموت رجماً ؟
ألم يعطي من أحياهم من الأموات مثل اليعازر حياة جديدة؟


يسوع حي لذلك فهو يعطي الحياة.
ويسوع "هو هو بالأمس واليوم والى الأبد".
فكما كان قبل اكثرمن ألفي سنة، لا يزال اليوم يفعل نفس الشيء
لا يزال يتجول …
                                                   وهو اليوم يمر برعية رفع الصليب في النبعة
                                                    وربما يمكنكم اللقاء به اليوم – بل الآن 

فكيف ستحاورنه؟ وهل ستتركوا جرتكم الفارغة لتمتلئوا من يسوع الذي هو ينبوع الماء الحي.
هل ستذهبون الى عند غيره.. الى المشعوزين واولاد الافاعي والشياطين مثل المدعية التي تسمى كاترين والصوفانية وعلى شاكلتهم.

إذهبوا الى بيتكم واختلي بنفسكم، وثقوا أن يسوع بجانبكم، دعوه يحاوركم وحاوره بكل خشوع وتوبة وصدق تماما مثلما حدث مع السامرية، دعوه يغير حياتكم كما غير حياة الملايين صلوا بحرارة الى القائم من الموت ان يمنحكم نعمة سماع صوته العذب والسير وراءه ورتلوا واهتفوا وقولوا اسقي نفسي العطشى من مياه الحسنة ايها المخلص.. 

مع محبتي للجميع بالمسيح ربنا آمين
كل عام و الجميع بألف خير
سامر يوسف الياس مصلح
بيت ساحور - 18-05-2014

ليست هناك تعليقات: