أرشيف المدونة الإلكترونية

السبت، 21 يوليو 2012

أحد آباء المجمع المسكوني السابع - الأحد السابع بعد العنصرة




أحد آباء المجمع المسكوني السابع
المجمع المسكوني السابع


توالى على عرش الأمبراطورية القسطنطينية من سنة 719 ولغاية سنة 775 مجموعة من الأباطرة من محاربي الأيقونات، وكان من بين هؤلاء قسطنطين الخامس الذي توفي، فخلفه ابنه لاوون الرابع. وكان لاوون هذا مثل والده يرفض الأيقونات ولكنه كان ليّن العريكة. وبعد خمس سنين خلفه إبنه قسطنطين السادس وله من العمر عشر سنوات. وتولّت أمه الملكة ايريني بصفتها الوصية عليه زمام الحكم باسمه وكانت من محبي الأيقونات. ورأت ايريني منذ بداية عهدها أن الجيش ما يزال معادياً للأيقونات، فأرجأت النظر في إعادة الأيقونات إلى وقت آخر.

 وكان البطريرك بولس الرابع القسطنطيني وغيره من كبار رجال الكنيسة قد أُكرهوا على تقبل قرارات مجمع هياريا (754) فاستقال وطلب من الملكة ايريني أن تجمع مجمعاً مسكونياً وأن يُرقّى إلى الكرسي البطريركي طراسيوس كاتم أسرار الدولة، وكان طراسيوس عالماً ورعاً تقياً فلم يقبل الدرجة إلا بعد أن استوثق من الملكة بأنها تدافع عن الرأي القويم. وما أن تسلّم عكاز الرعاية حتى بادر إلى توجيه الرسالات السلامية إلى رومة والإسكندرية وأنطاكية وأورشليم مبيناً فيها استمساكه بقرارات المجامع المسكونية وإيمانه الوثيق بشفاعة العذراء والملائكة والقديسين واحترامه للأيقونات.

وفي سنة 784 كتب البطريرك طراسيوس إلى البابا أدريانوس الأول (771-795) وإلى البطاركة أبوليناريوس الإسكندري وثيودوروس الأنطاكي والياس الأورشليمي من أجل مجمع مسكوني يعقد في القسطنطينية.
وفي صيف سنة 786 اجتمع المجمع في القسطنطينية في كنيسة الرسل ولكن الجند اندفعوا إليها شاهرين السلاح فدفعوا بالآباء إلى الخارج ولم يتمكنوا من الاجتماع.

وفي أيلول سنة 787 في مدينة نيقية، عاد الآباء واجتمعوا تحت رعاية الملكة ايرينى وبرئاسة البطريرك طراسيوس، وحضره ممثلون عن البابا ادريانوس وبطاركة كل من الاسكندرية وانطاكية واورشليم. وقد بلغ عدد المشتركين فيه 367 أباً الى جانب عدد كبير من الرهبانً.

الغرض الأساسي من هذا المجمع كان إبداء موقف الكنيسة بشأن موضوع إكرام الأيقونات، استناداً الى المجامع المسكونية السابقة وتعليم الآباء الموقرين، وإعادة الأيقونات الى صلب حياة الكنيسة بعدما كان الموقف الرسمي المدعوم من السلطات المدنية والموحى به قد حظّر إكرام الصور الكنسية وعمل على مصادرتها وإتلافها وملاحقة مكرميها والمدافعين عنها.

عقد المجمع ثماني جلسات واشترع اثنين وعشرين قانوناً. وقد اقتبل عدداً من الأساقفة المبتدعين ممن جاؤوا تائبين، معترفين بضلالهم، مقدمين اعترافات تشهد لارتدادهم الى حظيرة الرأي القويم. من هؤلاء، لا بل في مقدمهم باسيليوس أسقف أنقرة.

كذلك أبسل المجمع البطاركة الهراطقة، كما أبسل المجمع المزعوم المنعقد في هياريا. ومن جهة أخرى غبّط المجمع ذكر الآباء القديسين الذين دافعوا عن الإيمان الأرثوذكسي، أمثال البطريرك جرمانوس القسطنطيني (12 أيار) ويوحنا الدمشقي (4 كانون الأول) وغريغوريوس القبرصي (7 نيسان).

وفي الجلسة السابعة كتبوا اعتراف الإيمان وحددوا موقفهم من الأيقونات فقالوا: "بإكرامها بالسجود احتراماً للذين صوّرت عليهم لا عبادة لهم لأن العبادة إنما تجب لله وحده دون غيره...".

وأوجبت القوانين الاثنان والعشرون التعويض على الأديار والأوقاف عما لحق بها من خسارة وأضرار وفرضت على الأساقفة القيام بواجبهم كما بينت حقوقهم وصلاحياتهم وتطلبت من الكهنة والقساوسة والرهبان التقيد بالقوانين الكنسية.

هكذا ابرز المجمع المسكوني السابع لاهوت الأيقونة بصورة نهائية. ولكنه لم يضع حدَّا للنزاع، اذ اعتلى العرش بعد موت الملكة ايريني، أباطرة عدّة، منهم لاون الخامس (الارمني)، أعادوا محاربة الايقونات وطاردوا مكرِّميها، ويُعتبر القديس ثيوذورس الستوديتي اشهر المدافعين عن الايقونات في هذه المرحلة. استمرّت هذه الحالة الجديدة من الاضطهاد الى حين تولّى السلطة ميخائيل الثالث وأمه ثيوذوره فأعادا نهائيا تقليد تكريم الايقونات وذلك في السنة 843. يُعرف هذا الانتصار بـ"انتصار الارثوذكسية"، ويجري التعييد له في خدمة خاصة في الاحد الاول من آحاد الصوم الاربعيني المقدس الذي يدعى "احد الارثوذكسية".


طروبارية اللحن الثامن
انحدرت من العلو يا متحنن، وقبلت الدفن ذا الثلاثة الأيام، لكي تعتقنا من الآلام، فيا حياتنا وقيامتنا يا رب المجد لك.

طروبارية الآباء
أنت أيها المسيح الاله الفائق التسبيح، يا من أسست آباءنا القديسين على الأرض كواكب منيرة، وبهم هديتنا جميعاً إلى الايمان الحقيقي، أيها الجزيل الرحمة المجد لك.

القنداق
يا شفيعة المسيحيين غير المخذولة، الوسيطة لدى الخالق غير المردودة، لا تعرضي عن أصوات طلباتنا نحن الخطأة بل تداركينا بالمعونة بما أنك صالحة نحن صارخين إليك بإيمان: بادري إلى الشفاعة واسرعي في الطلبة، يا والدة الإله المتشفعة دائماً بمكرميك.

الرسالة: تيطس 3 : 8-15
مبارك أنت يا ربّ إله آبائنا  لأنك عدل في كل ما صنعت بنا

يا ولدي تيطس، صادقةٌ هي الكلمة وإياها أريد أن تقرِّرَ حتى يهتمَّ الذين آمنوا بالله في القيام بالأعمال الحسنة. فهذه هي الأعمال الحسنة والنافعة. أمَّا المُباحَثات الهذيانيَّة والأنساب والخصومات والمماحكات الناموسيَّة فاجتنبها، فإنَّها غير نافعة وباطلة. ورجل البدعة بعد الإنذار مرَّة وأخرى اعْرِض عنه، عالماً أنَّ مَنْ هو كذلك قد اعتسف وهو في الخطيئة يقضي بنفسه على نفسه. ومتى أرسلتُ إليك أرتماس أو تيخيكوس فبادِر أن تأتيَني إلى نيكوبوليسَ لأنّي قد عزمتُ أن أُشَتِّيَ هناك. أمَّا زيناس معلِّم الناموس وأبلوس فاجتهد في تشييعهما متأهِّبَيْن لئلا يعوزهما شيء. وليتعلَّم ذوونا أن يقوموا بالأعمال الصالحة للحاجات الضروريَّة حتى لا يكونوا غير مُثْمِرين. يسلِّم عليك جميع الذين معي. سلِّم على الذين يحبّوننا في الإيمان. النعمة معكم أجمعين. آمين.

الإنجيل: متى 5 : 14-19

قال الربُّ لتلاميذِهِ: أَنتم نُورُ العالَم. لا يُمكنُ أَن تَخفَى مَدِينةٌ واقِعةٌ على جبل، ولا يُوقَدُ سِراجٌ ويُوضَعُ تحتَ المكيالِ، لكِن على المنارَةِ لِيُضِيَ لِجَميعِ الذينَ في البيت، هكذا فَليُضىءْ نورُكم قُدَّامَ الناسِ لِيَروا أَعمالَكُمُ الصالِحَةَ ويُمَجّدوا أَباكُمُ الذي في السماوات. لا تَظُنُّوا أَنّي أَتيتُ لأَحُلَّ الناموس والأنبياء، إنِّي لم آتِ لأحلَّ لكِن لأُتَمِّم، ألحَقَّ أَقولُ لكم إِنَّهُ إلى أَن تَزولَ السماءُ والأرضُ لا يزولُ حَرفٌ واحِدٌ أو نُقْطَةٌ واحِدَةٌ منَ الناموسِ حَتَّى يَتِمَّ الكلُّ. فَكُلُّ مَن يَحُلُّ واحِدَةً من هذِهِ الوصايا الصغارِ ويُعَلِّمُ الناسَ هكذا، فَإِنَّهُ يُدعى صغيراً في مَلكوتِ السماوات. وأَمَّا الذي يَعمَلُ ويُعَلِّمُ فهذا يُدعى عَظِيماً في مَلكوتِ السماوات.

الأيقونة
أيقونة كلمة يونانية Icon ومعناها صورة، رسم، شبه... الأيقونة ليست لوحة جامدة –رغم تكوينها من مادة جامدة – بل هي تعليم حي شامل، تعليم إلهي.

ويعرف الآباء الأيقونة بقولهم:
+ الأيقونة هي معجم لاهوتي يحوي بداخله كل التعاليم التي يمكن من خلالها أن نتعلم العبادة والصلاة والعقيدة.
+ الأيقونة تنقل المؤمن عبر لحظات قليلة إلى زمن بعيد.

ولادة الأيقونة
كان المسيحيون الأوائل يقيمون الصلاة في بيوتهم ثم كثر عددهم فكان لا بد من إشارات ورموز للتفاهم بين بعضهم فاتخذوا رموزاً هي التالية:

- رسموا الطاووس رمزاً للخلود.
- رسموا الحمامة رمزاً للروح القدس.
- رسموا السمكة لأن حروفها الأولى باليونانية تعني (يسوع المسيح ابن الله المخلص).

وعندما أخذت الكنيسة حريتها بعد مرسوم ميلانو صارت أغلب أيقوناتها عن السيد له المجد (كالسيد على العرش والسيد ذا الوجه المشرق) وحاولوا الاستفادة منها تعليمياًُ لكن بعض المسيحيين خافوا أن يتخذ هذا الإكرام شكل عبادة وثنية وكان لليهود دور في هذه المعارضة، لكن إكرام الأيقونات تقدم وكان مصحوباً بإكرام ذخائر القديسين والشهداء الذين وضعت في صناديق خاصة عليها رسمٌ للقديس، فانتقلت قداسة هذه الذخائر إلى الصور.

ترتبط الأيقونة بالأرثوذكسية ارتباطا وثيقاً، لأنها عقيدة أساسية من عقائد الكنيسة الأرثوذكسية، الأيقونة من العناصر الأساسية في العبادة لأنها تنقل لنا البشارة التي أعلنها الله لنا. "الأيقونة كتاب مقدس ملون" "الأيقونة نافذة على الأبدية" وهذا ما معناه أنها تضعنا أمام الشخص المرسوم وتدخلنا في حوار معه، كما ويشعر الناظر إليها أنه ينظر إلى إله، لا إلى إنسان عادي...ينظر إلى شخص لا إلى رسم فهي تحرك كل كيانه وروحه وليس أحاسيسه ومشاعره فقط كما في اللوحات الأخرى.!!


حرب الأيقونات
استمرت حرب الأيقونات 120عاماً، وتأثرت بأفكار يهودية وإسلامية ولم تأت من أفكار خارجية بل وداخلية أيضاً فبعض المسيحيين كان لهم موقف متزمت من الأيقونات وعدوها كرواسب وثنية كالإمبراطورين ليون الثالث وليون الخامس اللذان حرَّكا حرب الأيقونات واضطهدوا المؤمنين وسُفكت دماء عديدة من أجل الإيمان القويم.


ما قاله الهراطقة:

- الله حرَّم في وصاياه رسماً له لأنه لم يُرَ ولا يُرى.
- إن إكرام الأيقونات لا يجوز لأنه حينئذٍ يعبد الناس المادة.


رد الكنيسة الأرثوذكسية الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية:

+ إننا عندما نرسم المسيح نفعل ذلك لا لكي نرسم فقط بل لكي نرسم ذواتنا من خلاله.
+ إننا نكرم المسيح والقديسين لذلك فنحن لا نكرم المادة (الخشب-الحجارة) بل الكائن  
   المرسوم فيها.
+ إن المواد في المسيحية لها معنى ولها رموز وتفيد في تقرُّبنا من الله الحيّ.

مع محبتي للجميع بالمسيح ربنا آمين
كل عام و الجميع بألف خير
سامر يوسف الياس مصلح
بيت ساحور - 22-07-2012

ليست هناك تعليقات: