أرشيف المدونة الإلكترونية

الخميس، 6 يناير 2011

المسيح ولد فمجدوه




هناك جهل بالنسبة للأعياد المسيحية فنحن غالبا نعيش المناسبات الدينية كمناسبة كذكرى لذلك نحتفل بها كذكرى والأشخاص المتشددون يحتفلون بشكل أكبر ونعتقد أنه هذا هو المطلوب منا . ولكن علينا أن نتذكر أنه يجب أن نستقبل الله نفسه ( النعمة الإلهية ) الله يطلب منا الاستعداد لأنه هو المعطي و بذكرى العيد هو يعطي نعم الميلاد،إننا نريد أن نصل بعيد الميلاد إلى النعمة الإلهية وأن نلمس حضور الله الذي هو حضور مبارك . نحن ننتظر مجيء المسيح لأننا ننتظر السلام , سلام إيجابي , سلام نمو وازدهار . عندما نحضر للعيد بشكل سطحي ( التنظيف ، الترتيب ، التزيين ،الاحتفال ) نستطيع أن نصل إلى السرور .

لكن الله يعطي الفرح الحقيقي لا نعرف من أين وكيف .
تساؤل ؟؟؟ أين الفرح بطفل ولد في مزود مع الحيوانات وأين الفرح بالنسبة لمار يوسف الذي لم يستطع تأمين بيت لهذا الطفل إذا ولادةالمسيح هي بظروف صعبة جدا هناك مصيبة الطفل بمزود وليس بالسرير .

• إن الفرح هنا هو فرح إلهي هناك فرح حقيقي لأن الله يعطي وهو قادر على كل شيء قادر على خلق الفرح مثل النور الذي يأتي من بعد الظلام ، والمسيح هو النور الذي يأتي إلى حياتنا نور السلام والفرح الحقيقي . لننتظر نعمة الميلاد لأن الله جاء من 2000 سنة وهو يأتي في كل سنة من خلال الليتورجيا نحن ليس فقط نتذكر بل نشارك بهذا السر نحن أمام عجيبة إلهية أمام حضور روح الله الحقيقي الروح القدس .





هناك شيء أكثر من الذي نراه بعيوننا نحن عندما نشارك المسيح بالعشاء السري هذا الأمر مشاركة وليس ذكرى نفس الأمر بالنسبة لعيد الميلاد . هناك ذكرى الميلاد و هناك نعمة الميلاد ونحن نريد من خلال الذكرى ملامسة سر الميلاد حتى يكون الله في كنيستنا في بيتنا في حياتنا , المسيح أتى بظروف صعبة عار وفي مزود ثم المسيح على الصليب حتى نستمد منه الشجاعة في حياتنا و نرى بالإنجيل أنهم فرحوا فرحا كبيرا جدا فرحهم هذا لم يأت من أمور خارجية إنما جاء الفرح من الله هذه هي نعمة الميلاد .


ربما سيتوضح الموضوع بشكل أكبر لو سألنا السؤالين التاليين وجوابهما سيعطي مجال فهم الولادة الجديدة .
1- ما معنى عيدالميلاد ؟
2- ماذا تنتظر أنت من عيد الميلاد ؟







1- ما معنى عيد الميلاد ؟

الله رحيم و يهتم بالإنسان الله محبة وعطاء جاء لهذه الدنيا بهذا الأسلوب من أجلنا إن غنى الله يظهر بفقر المسيح ونحصل نحن أيضا على غنى الله وغنى الحياة كلها . المشكلة أننا سطحيين نهتم بأشياء مادية ولا نرى بعضنا بعمق لقد جاء المسيح ليؤسس ملكوت الله على الأرض .
• الإنجيل يشبه ملكوت الله بالفلاح الذي يفلح الأرض و يأخذ أجرا يكاد أن يكفيه إذا كان يعمل عند مالك الأرض . أو إذا كان هو نفسه صاحب الأرض فيربح ما يكفيه لحياة بسيطة ولكن ملكوت الله هو هذا الفلاح ولكن عندما يكتشف فجأة كنز بهذه الأرض كأنه فجأة صار غني سنوات عمل ولن بلحظة واحدة وجد الكنز واكتشف حياته نحن لا نعرف متى نحصل على النعمة الإلهية . تماما كذلك الشخص الذي يمتلك كتاب رائع يحتوي على حكمة إلهية روحية تعلم الإنسان كيف يمشي في هذه الحياة إنه كتاب متميز إذا كنت تعرف القراءة ولكن إذا لم تكن تعرف القراءة لن تستطيع معرفة الحكمة .


التحضير لعيد الميلاد هو طلب لكم حتى تقرؤوا هذا الكتاب وفهم روح هذا الكتاب حتى نستقبل نعمة الله . إنسان أعمى عندما تفتح عينيه كيف ستتغير حياته كأنه فعلا قد ولد من جديد . عندما يكون الإنسان لوحده في هذه الدنيا وفجأة يجد شخصا يحبه ويدعمه كم ستتغير حياته نحن بفترة التهيئة لعيد الميلاد علينا أن نفتح قلوبنا .



2- ماذا تنتظر أنت من عيد الميلاد ؟

مار بولص يقول الإنسان جسد نفس وروح إنسان كامل متكامل يعيش حياته على مستوى الجسد والنفس والروح في هذه الأيام الحياة الروحية مشغولة لأن الإنسان مشغول بالحياة المادية ومغرياتها فلا يوجد عنده وقت فراغ .طيبون يحبون الله ولكن الدوام وتدريس الأولاد وشغل البيت أريد أن أصلي ولكن لا أستطيع لأنني تعبت كثيرا
• نفس الأمر يحصل بالنسبة لعيد الميلاد نحن نعمل تهيئة جيدة لعيد الميلاد بالزينة والطبخ والطعام (أمور مادية ) لكن إذا ركزنا هنا وكل الطاقات ذهبت بهذا الاتجاه فلن نستطيع أن نلمس الولادة الجديدة هناك نعمة الميلاد نريد الحصول عليها أن نلمس فرح عيد الميلاد وهو أمر غير منظور .
إذا نظرنا إلى مريم نظرة مادية نجد أنها صبية صغيرة عادية مخطوبة لنجار تعيش في قرية صغيرة تدعى الناصرة ماديا هذا أمر صغير جدا بالنسبة مثلا للإمبراطورية الرومانية العظيمة في ذلك الوقت

لماذا نحن نحبها ونقدسها ونحتفل بها ؟؟؟
لأنها هي كبيرة فعلا ليس من الناحية المادية الخارجية بل بإيماننا .


بعيد الميلاد نفس الأمر من الناحية المادية أو الخارجية نرى امرأة ورجل وطفل أمر عادي ولا يوجد أية علامة هنا ولكن من الناحية العميقة نحن نعرف أن هذا الطفل ليس عادي الملاك عندما أخبر عنه قال علامة الطفل أنه في مزود ونرى أن مريم ليست امرأة عادية لأن روح الله حل عليها وجعل من مريم أما ليسوع و لقد سجد له المجوس والرعاة ليس لأن طفل في مزود فقط بل لأنهم رأوا ا فيه المسيح ونوره .
إذا الناحية المادية مهمة إذ هي تعبر عن شيء آخر أكثر عمقا اجتماع العائلة كلها مصدر للسعادة و لكن علينا أن نعيش عيد الميلاد بعمق أكثر البعد الروحي هو اللقاء مع الرب مع المسيح هناك فرق بين أن نكتب محاضرة عن الصداقة وبين أن نعيش الصداقة فعليا . نفس الفرق بالنسبة للمعرفة عن المسيح و لكن أن نعرف أنه جاء لأجلنا ولد فينا هنا تكون الولادة الحقيقية
• عمق الرياضة الروحية هو الفهم بأنه في عيد الميلاد علينا الحصول على نعمة الميلاد وهي حضور المسيح نفسه بشكل ملموس واللقاء مع المسيح
اطلبوا من الرب أن يأتي إلى حياتكم إلى هذه المغارة إلى هذا المزود و أن نحتفل ليس فقط بأسلوب بشري وأن نولد نحن من جديد مع ولادة المسيح .
مع محبتي للجميع
و كل عام و انتم بالف خير
المسيح ولد فمجدوه

ليست هناك تعليقات: