أرشيف المدونة الإلكترونية

السبت، 25 ديسمبر 2010

أحد الآباء الأجداد القدّيسين

أحد الآباء الأجداد القدّيسين ..


ها قد قرُب عيد الميلاد العظيم وقبل أن نحتفل به قبل أن نحيي ذكرى ظهور ابن اللّه في العالم الرّب يسوع المسيح , تُذكّرنا الكنيسة المقدّسة بحكمةٍ عن أولائك الأبرار القدماء الّذين انتظروا هذا الفرح أيضاً وذلك برجاءٍ كبيرٍ وإيمانٍ غير متزعزعٍ .

إنَّ جميع آباء العهد القديم أولئك الّذين هم آباء وآباء الآباء ورؤساء أجيالٍ وأنبياءٍ وقدّيسين من آدم إلى يوسف خطيب مريم العذراء والمَدعوين أجداداً وآباءٍ قد تبرّروا بإيمانهم بالمُخلّص الآتي .

كانت أكثريتهم تعيش في أزمنةٍ عصيبةٍ لا تختلف عن زمننا هذا الّذي نعيش فيه فقد عاشوا في زمن الفساد والغربة العامّة عن اللّه الحيّ زمن التقهقر الأخلاقي والإلحاد ، زمن بغض الخير والحقيقة , زمن عبادة الشيطان من خلال عبادة الأصنام والخرافات .

وقد كانوا مضطهدين ومحزونين من قبل مواطنيهم مسجونين في سجونٍ ومقتولين .





كانوا يتسوّلون في البراري والجبال جوعى وعراةٍ غير متمنطقين وذلك لأنّهم كانوا غير محبوبين في مجتمعهم .

كانوا ينتظرون برجاءٍ المُخلّص الموعود والّذي سُينجّي العالم من الشرِّ والخطيئة .

وها هو السبب الّذي جعلهم أبطال الإيمان بالنسبة إلينا والّذين مجدّهم القدّيس الرّسول بولس في الإصحاح الحادي عشر
في رسالته إلى العبرانيين باستحقاقٍ .

كان إيمان هؤلاء الصدِّيقين باللّه وبوعوده قويّاً إلى درجة أنّه كان محرّكاً لحياتهم كلّها وأساساً لتصرّفاتهم .

لقد نمّى إيمانهم بالمُخلّص المنتظر والخلاص الآتي عن طريقه رجاءهم في المستقبل الخيّر المشرق .

بالإيمان ترك إبراهيم أرض أبيه وسكن في كنعان وبالإيمان حصل على ابنه اسحق الموعود في شيخوخته والّذي كان
مستعدّاً أن يقدّمه ذبيحةً تلبيةً لمشيئة اللّه .

بالإيمان بنى نوح الفلك في عصره وخلّص أسرته من الطوفان العظيم بالإيمان ومدعواً من قبل اللّه .

قاد موسى بني إسرائيل عابراً بهم بكثير من المحن وبالعجائب والآيات خلّصهم من العبودية وأعادهم إلى أرض أجدادهم .

بالإيمان كان الأنبياء يدحضون طلاح وإيمان الملوك والشعب المِعْوّج الّذين كانوا ينسون إلههم .

وبسبب نقاء إيمانهم كانت حياة الأجداد القدّيسين مملوءةً بالصدق والقداسة صدّيقين وغيّورين للخير دوماً .

كان الأجداد القدّيسين يقاومون الشرَّ والخطيئة ليس فقط في قلبهم فحسب بل وفي المجتمع وكانوا يظهرون توبةً عميقةً
ليس فقط على خطاياهم فحسب بل وعلى خطايا الشعب .

كانوا يبكون ملقين رجاءهم على رحمة اللّه .

كان اللّه يُعدُّ جميع الأمم ليستقبلوا يسوع المسيح ويؤمنوا بالمُخلّص ويحبّوه حيث قد ظهر المُخلّص لهم في عملية خلاصنا
وذلك عن طريق الأجداد القدّيسين ومن خلال الوعود والرؤى المُعطاة لهم .

لكنَّ الكثير من الناس قد رأوا وسمعوا ولم يفهموا سرَّ الكفارة والخلاص المُنجز بذبيحة المسيح على الصليب
وبقي ذلك بالنسبة لهم سراً إلى الأبد .

لقد هيّأ الرّبُّ عشاءً ودعا إليه الأجداد القدّيسين أولاً ثمّ دعانا نحن أناس الأجيال المستقبلية .

العشاء تلك هي الكنيسة .

وليمة العيد تلك هي علاقتنا بالرّبِّ الّتي تتمُّ بالإيمان وبالصلاة وبالأسرار المقدّسة وبالأخص سر المناولة المُقدّس
الإفخارستيا المقدّسة ( الشكر ) .

يدعو اللّه الجميع إلى عشاء العيد هذا , لكن ليس جميع الناس يقبلون الدعوة ويرّدون عليها .

كما قيل : " كثيرون هم المدعوون لكن قليلون هم المختارون " .



يدعو اللّه كلَّ إنسان إليه لكي يتصالح معه وليغفر له خطاياه وليرحمه وليأخذ مشاركةً في حفل قدّيسي ملكوته السماوي .

إنّه على هذه الدعوة القلبية الّتي قبلها الأجداد القدّيسين أوّلاً لم يرد عليها الكثير من النّاس .

إنَّ هؤلاء الناس إمّا يؤجّلون قبولها مُلتهيين بأباطيل واهتمامات الحياة الدنيوية أو يرفضونها كأنّها غير ضرورية
معميين من الخطيئة .

ففي مثل المسيح برّر المدعوون رفضهم بتبريراتٍ مختلفة وتافهة .

كثير من الناس اليوم يتصرّفون بنفس الأسلوب , إذ إنّه قد أصبح الوقت متأخّراً أن يُؤمنوا باللّه ولم يُعلّموا منذ صغرهم أن يذهبوا للقدّاس الإلهي في الكنيسة إنَّهم لا يُصلّون , لا يَصومون , لا يَتناولون , لا يَتوبون عن خطاياهم , ولا يَعترفون , ولا يَحفظون وصايا وشريعة اللّه , ولا يَنصِتون إلى صوت ضميرهم , ولا يَرغبون في السماع عن الأشياء أو الحقائق الروحية , ولا عن المسيح .

وإذا هم سمعوا عرضاً شيئاً , ينسونه بشكلٍ سريع فيما بعد .

مأسورين من الحياة الماديّة , يَنسون نَفسَهُم الخالدة وخلاصها .

لكنَّ اللّه لم ينسانا , فبالرّغم من أنّنا نرفض دعوته مُهملين إيّاها ، فإنّه يذكّرنا بها من جديد .

يرسل اللّه لنا الصعاب والمشقّات , وأمّا الناس فيتعجّبون من أين أتتهم .

إنّهم يَشعرون بأنّهم بؤساء ولا يفقهون ممّا هم كذلك .

إنّهم نُهماء وغير راضين ولا يفهمون لمَ هم هكذا .

وأمّا الحلّ فهو غايةٌ في البساطة .

إنَّ نَفسَ الإنسان محتاجةٌ للّه , وعندما نَحرِمُها منه فهي تتكاسل وتشقى , وأمّا نحن فنتعذّب كثيراً وشديداً , وإنًّ الحقيقة ببساطة هي أنّه لن نرتاح في أيِّ مكانٍ من دون الرّبِ .

آمين ..!



"لا أنا أحيا بل المسيح يحيا فيي"

"لا تجعلوا المسيح على شفاهكم والعالم في قلوبكم فليكن الحسد بعيداً عن داخلكم إن رغبتي الارضية قد صلبت ولم تبق فيّ أي نار لأحب المادة لايوجد في غير "ماء حي" يدمدم في أعماقي ويقول تعال الى الآب لم يعد يروقني غذاء الفساد ولاتغريني ملذات هذا العالم اني اريد شرابي دمه الذي هو المحبة غير البالية"

ليست هناك تعليقات: