أرشيف المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 17 ديسمبر 2013

القديس أبونا البار المتوشح بالله القديس سابا المتقدس

سيرة حياة القديس سابا البار المتوشح بالله

تحتفل الكنيسة في 5 كانون الاول شرقي من كل عام بعيد ابينا القديس البار سابا.

ان البرية الجدباء بهطل دموعك اخصبت . واتعابك الشاقة بتصعيد زفراتك اثمرت الى مئة ضعف .فاصبحت كوكبا للمسكونة يتلألأ بالعجائب يا ابانا البار سابا فتشفع الى المسيح الاله في خلاص نفوسنا

نشاته وحياته: ولد القديس سنة 439ميلادية في قرية صغيرة من اعمال كباذوكية تدعى موتالاسكي لعائلة غنية ومن ابوين يدعيان يوحنا وصوفيا وكانت عائلته ذات جاه وسلطان ويمتدحها الناس لحسن سيرتها واخلاقها كان والد الطفل رجلا عسكريا من رجال الامبراطورية ذائع الصيت في كل انحائها وما ان بلغ الطفل عامه الخامس حتى اضطر والداه ان يتركاه عند عمه ارميان بسبب سفرهما وسكناهما في مدينة الاسكندرية كما اوصى والداه ايضا ان يكون سابا وريثهما الوحيد في كل املاكهما.

وفي يوم من الايام ضاع الطفل وبحث الجميع عنه وبعد وقت قصير وجده ذووه في احد اديرة موتالاسكي ويدعى دير فلافيانوس وكان الفتى سابا قد بذل كما يبدو جهدا ليس بقليل في اقناع رئيس الدير ان يقبله راهبا هناك مع انه كان لايزال شابا في مقتبل العمر حيث فضل حياة الخشونة على حياة البذخ والترف لدى الاهل والاقارب وهكذا صار القديس سابا يعامل في الدير رغم صغر سنه وكتنه الاخ الكبير وفي دير فلافيانوس امضى القديس سنوات طويلة اشتاق بعدها لزيارة الاماكن المقدسة في فلسطين حيث عاش السيد المسيح ليتعرف على الرهبان والنساك هناك وكانت ارادة الله ان ظهر ملاك الرب لرئيس الدير وطلب منه الا يمانع في ذالك.


وحزن الرهبان جميعا على فراقه وفي فلسطين التقفى بالمعلم القديس افتيميوس الكبير وصار له تلميذ وطلب القديس من افتيميوس ان يذهب في مهمة شاقة الى البرية وكان له ما اراد فكان يمضي اسبوعه بعيدا يعمل اعماله المعتادة صائما ومتما واجبات الصلاه وفي كل سبت كان يرجع الى الدير ليسلم ما بعهدته من اعمال ويتناول القربان المقدس وفي البرية كان القديس سابا يتعرض لتجارب الشيطان الذي كان يحاول الايقاع به او تخويفه حتى يترك هذا الطريق ولكن القديس سابا كان يصمد دائما وعندما كان يرسم اشارة الصليب كان الشيطان يبتعد عنه تاركا اياه يتامل وهكذا امضى هناك اربع سنوات في الصلاه وهناك اجتمع حوله كثير من الرهبان واسسوا سوية ديرا لهم هناك رغم ان الماء كان شحيحيا.


وفي احدى الليالي وبعد طاوع البدر وبينما كان القديس يتلو الصلاه طالبا العون والمساعدة بشان الماء ابصر امامه حيوانا يضرب الارض بحوافره ليعمل حفره صغيرة وصار الماء يملا الحفرة والحيوان يشرب حتى روي وبعدها شرب القديس من الماء العذب واشبع ضماة ولا يزال هذا الماء يخرج من الحفرة الى هذا اليوم وفي نفس السنة توفي والد القديس في الاسكندرية واضطرات والدته ان تتوجه الى الديار المقدسة وهنا قام القديس بإلحاق والدته بدير للراهبات واوصت والدته ان تتحول اموالها الى الدير بعد موتها ،قام بعض التلاميذ بمضايقة القديس وعندها لجأ الى احد الكهوف القريبة التى كانت عرينا لاحد الاسود وفي اثناء نومه جاء الاسد من جولة له وبدأ يجر القديس من طرف ثوبه خارج الكهف


ولكن القديس افاق وطلب من الاسد ان يتركه يعيش معه او ان يغادر الاسد هذا الكهف الى مكان اخر وعاش القديس مع الاسد في المغارة ولما بلغ القديس سابا عامه الثالث والتسعين اصيب بمرض شديد مما جعل بطريرك اورشليم انذاك بطرس ان ياخذه الي القدس للاستشفاء ولما احس القديس بدنو اجله طلب ارجاعه الى الدير في البرية وهناك اوصى الرهبان وعين مكانه راهبا مستحقا لرئسة الدير وبعدها اسلم القديس سابا الروح في 5 كانون الاول شرقي سنة 533 ميلادية وهكذا يمنح الله المجد والخلود لمن آمن باسمه تعالى ليكون مثالا نموذجا يحتذى لبني البشر عجائبه في احدى المرات طبخ الطباخ كوسا في اللافرا هذا اسم الدير من اجل العمال واثناء الطبخ ذاقه فوجد انه مر فانزعج جدا لانه لم يكن لديه شي اخر يقدمه لهم للاكل فركض بسرعة نحو الاب وسقط على قدميه.

واخبره بالامر فجاء القديس مباشرة ورسم اشارة الصليب على القدر وقال للطباخ اذهب مبارك هو الرب ضع الطعام على المائدة لكي ياكل الناس ويا للعجب فقد اصبح الطعام حلوا واكل الجميع وشبعوا ويوجد الكثير من المعجزات منها عجائبه بعد موته كان يوجد في المدينة المقدسة صراف من دمشق يدعى روميلوس زكان من خدام الجسمانيه وقد روى انه في الوقت الذى رقد فيه القديس سابا سرق مخزنه وسرق منه مبلغ مائة مثقال ذهبا فذهب بسرعة الى كنيسة القديس ثيوذوروس وبقي هناك خمسة ايام يضي الشمع وكان يبكي ليلا و نهار امام المذبح المقدس وفي منتصف اليلة الخامسة غلبني النوم ورايت شهيد المسيح ثيوذوروس يقول لي ماذا بك ؟ما الذي يحزنك ويجعلك تبكي هكذا وعندما قلت له انني فقدت ما املكه وما اودعه الاخرون لدي واني تذللت كل هذه الايام ولم انتفع شيئاً قال لي القديس صدقني فانا لم اكن هنا


لاننا امرنا ان نوجد مع نفس القديس سابا لكي نرافقها الى مكان الراحة والان اذهب الى المكان الفلاني وستجد السارق والذهب المسروق وهكذا صار فالقديس سابا كان بارا أمام الله وصنع العجائب في حياته وبعد موته ويوجد الكثير من العجائب ،فقد جاهد القديس من اجل وحدة الكنيسة امام الهراطقة فنطلب من القديس سابا ان يتشقع لنا امام الله ليخلص نفوسنا امين.


مع محبتي للجميع بالمسيح ربنا آمين

كل عام و الجميع بألف خير

سامر يوسف الياس مصلح

18/12/2013

ليست هناك تعليقات: