أرشيف المدونة الإلكترونية

الخميس، 11 يوليو 2013

صوم الرسل



صـــوم الرســــل ومكانته الروحيــة في الكنيســة


صوم الرسل من الأصوام التي تحمل معاني روحية غاية في الأهمية بالنسبة للكنيسة. وبالرغم من أنه ثابت فيها منذ العصر الرسولي كصوم يتعلق بوجودها ذاته وباستمرارها على مدى الزمان، إلا أنه صار أحياناً سواء في الماضي أو في الحاضر موضوع حوار ونقاش، وذلك بسبب الجهل بمعناه الأصيل، وبسبب فقدان قيمته الروحية العملية في الكنيسة؛ وهذا مما يؤسف له. لذلك، وقبل أن نعرض لتحقيق وضعه التاريخي، يلزمنا أن نرسِّخ في الأذهان أهميته الروحية بالنسبة للكنيسة.


أهميته الروحية بالنسبة للكنيسة
فصوم الرسل كان أول صوم تم فيه وبواسطته أول عمل للكرازة والتبشير؛ فهو الصوم الذي وُلدت فيه الكنيسة وظهرت للوجود وتَحَدَّد شكلها في أورشليم وخارجها، أي أن صوم الرسل كان، ولا زال وسيظل أبداً، هو صوم الكرازة والخدمة والإرسالية؛ فهو متعلق أساساً بالشهادة للمسيح. لذلك جاء توقيته بعد حلول الروح القدس، باعتبار أن حلول الروح القدس إشارة لبدء حركة الخدمة: «وفيما هو مجتمع معهم أوصاهم أن لا يبرحوا من أورشليم بل ينتظروا موعد الآب الذي سمعتموه مني . . . ستنالون قوة متى حلَّ الروح القدس عليكم وتكونون لي شهوداً في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض.» (أع 4:1 )



وهنا اقتران الروح القدس مع صوم الرسل يكوِّن في الحقيقة صُلب الشهادة وقوتها، ويصوِّر أول صورة حية للكنيسة في معناها ومبناها: كرازة وشهادة بالروح: «ومتى جاء المُعزِّي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب، روح الحق الذي من عند الآب ينبثق، فهو يشهد لي. وتشهدون أنتم أيضاً لأنكم معي من الابتداء.» (يو 26:15 و27)
أما المصدر الذي نعتمد عليه اعتماداً كلياً في كون الرسل صاموا فعلاً بعد حلول الروح القدس حتى يباشروا الشهادة والخدمة وهم صيام، فهو الدسقولية .

إذاً، فصوم الرسل حقيقة تاريخية تستمد قوتها وديمومتها من كيان الكنيسة القائم الآن، وليس ذلك فحسب، بل إن كيان الكنيسة نفسه يستمد بداية وجوده تاريخياً وروحياً من هذا الصوم عينه! فالكنيسة كلها وفي كل العالم مديونة لصوم الرسل كيوبيل حي دائم، تعيِّد له على ممر الأجيال ونقطة انطلاق مضيئة تبدأ منها رحلتها لتجديد نشاطها وكرازتها كل عام.


المفهوم الأرثوذكسى للصوم :
ينبع من معنى كلمة " صوم " العبرية سد الفم عن الكلام والأكل ، ( حسب العهد القديم ) ، والأمتناع عن كل ما يلذ الجسد ( حسب معنى العهد الجديد ) ، بالأضافة لما سبق فى العهد القديم .

+ فهو " تدريب " على أمرين هامين هما : ممارسة الصوم بزهد مع ممارسة باقى وسائط النعمة ( صلاة ، أعتراف ، تناول من السر الأقدس ، عمل الخير ، خدمة ، ترنيم وتسبيح ، وتأملات ، وميطانيات ....... الخ ) .

+ للتخلص من خطية مُستعبدة للمرء ، وترك عادات ضارة . وهذا هو الأمر الأول .


أما الأمر الثانى : فهو " التدريب على أكتساب فضيلة جميلة أو أكثر " – فى كل صوم – وفى نهايته " إمتحان للنفس " ، هل تم التخلص من الخطية أو العادة الردّية ؟! ، وهل تم إكتساب فضيلة معينة ؟! فإن لم يكن ذلك قد تحقق ، فقد أتعب الصائم نفسه ، وحرم ذاته من طعامه اللذيذ ، دون فائدة روحية ، وهذا ما يحدث للأغلبية الصائمة بلا حكمة .

+ وعلى هذا الأساس ، يجب أن نتذكر قول المرنم :* الصوم .. الصوم .. للنفس ثبات ..... طوبى لمن صام عن الزلات .* ليس الصوم معناه الجوع .... بدون التوبة والرجوع .

+ ويكون الصوم لكافة الحواس : * صوم العين عن النظرات الشريرة .* صوم اللسان عن الكلام الباطل .* صوم الآذان عن سماع كلام الإدانة والذم .

+ ويقول القديس مارإسحق السريانى : " إن صوم اللسان أفضل من صوم البطن ، وصوم القلب عن الأفكار الشريرة أفضل من الإثنبن .

+ ويقول ذهبى الفم : " لا تقل إنى صائم بماء وملح ، وأنت تأكل لحوم الناس بالمذمة والإدانة " .
+ وحدد الرب الصوم المقبول : * بعدم الغضب ( مت 6 : 16 ) .

والصلح والسلام أولاً ( مت 5 : 24 ) .وشرحه بالتفصيل فى سفر إشعياء [ أصحاح 58 : 3 - 8 ]


القديس بطرس (صخر) شاب بسيط مهنته صيد السمك ليعيل أسرته .. يمكن أن نختصر حياته بهذا الموقف، سأل يسوع في إنجيل متى : "من يقول الناس أني أنا؟ قال قوم يوحنا المعمدان ..." هذا الجواب خطأ، أضاف يسوع : "وأنتم من تقولون أني أنا"، متوجهاً بسؤاله إلى التلاميذ، قال بطرس، الأشد حماساً، قائد جوق الرسل : "أنت المسيح ابن الله الحي ".


أجابه يسوع : "طوبى لك يا سمعان فإنه ليس لحم ولا دم كشف لك هذا " وتابع الرب : "أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي "، أي على إيمان واعتراف بطرس . ثم يمنحه شرفاً لا أغلى ولا أسمى ولاأرفع . "وأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات..". لقد أعطى الرب لبطرس قوًة أشد من صلابة الصخر ليواجه العالم ولو حاربه كل العالم.


كان بطرس فم الجوق الرسولي مفوضاً من الرب في رعاية وقيادة اخوته بسبب الغيرة والمحبة التي كانت فيه "إرْعَ خرافي ". هذه الغيرة وتلك المحبة سوف تقودانه إلى الآلام والشهادة.

بولس رسول الأمم: اسمه الأصلي شاول، والده فريسي أصيل من طرسوس، تربّى على الروح اليونانية، واللغة والقانون الروماني وصرامة المجمع اليهودي . "شاول شاول لماذا تضطهدني؟ " إنه كلام يسوع الناصري إلى بولس على طريق دمشق . يُجيب بعد أن تفجّر نورٌ في أعماقه كأنه من ينابيع سرية .
"ماذا أفعل يا رب ". استسلم المارد الجبّار، أذعن الذي ألقى المسيحيين في السجون وَقبِلَ بما يأمره به الرب . "إني مُرسلك إلى بلاد بعيدة ". بهذه الكلمات صنع يسوع من بولس رسولاً للأمم. فهِم بولس دعوته أنها جاءت من يسوع بالذات، ميزُته أنه لم يُرسَل من قِبَلِ بشر .


قام بعددٍ من رحلاته التبشيرية ، وكتب رسائل عديدة أصبحت جزءاً من الكتاب المقدس. رحلته الأخيرة بدأت من فلسطين حيث ُقيِّد بالسلاسل متوجهاً إلى رومية ليشهد ويستشهد فيها، وكتب أثناء ذلك رسائل كثيرة. تعرض بولس خلال هذه الرحلات إلى الاضطهادات والمصاعب والمشقات، عانى من الجلدات والضرب بالعصي والرجم . عرف بولس ضعفه وعدم قدرته على تحملّ كل ذلك، فكانت كلمات يسوع تشدده : "تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل ". إن البشارة التي أذاعها في كل المسكونة، وجميع الأعمال التي قام بها هي عمل يسوع في بولس.

يبقى سؤال : لماذا عيدهما في يوم واحد وهما على ما هما عليه من القداسة والبشارة المسيحية ؟

نعيّد لهما معاً لأن التقليد الكنسي يذكر أنهما استشهدا معاً ف ي ٢٩ /حزيران سنة ٦٥ م في روما .

بطرس وبولس هامتا الرسل تظهرهما الأيقونة التراثية متعانقين، والأيقونات في عهد لاحق تجعلهما حاملي الكنيسة، فترمز بذلك إلى أن تعليمهما كان أساساً ومرتكزاً لها. عيد القديسين بطرس وبولس هو عيدنا في هذه الديار المشرقية لأنهما مؤسسي كنيستنا المقدسة.


شفاعتهم لتكن مع الجميع
آمين


انا الشاهد لآلام المسيح ومن له نصيب في المجد عند تجلية

بطرس هو سمعان بن يونا وهو اخو اندراوس. ولد في بيت صيدا في الجليل وكانت مهنتة صيد السمك . ولما جاء به اخوة اندراوس الى يسوع ابتدره الرب قائلا " انت تدعى من الان كيفا اي الصخرة " ثم دعاة يسوع ثانية واخاة قائلا : اتبعاني فأجعلكما صيادي الناس . وللوقت تركا الشباك وتبعاة وبعد هذة الدعوة الثانية لازم بطرس يسوع ولم يفارقة الى النهاية .



اما الرسول العظيم بولس الذي جن بمحبة المسيح فبعد ان كان اشد مضطهد للكنيسة قد حمل لواء الانجيل عاليا وطاف بة العالم مقتحما الاخطار راح بحرا لا يهاب الموت في سبيل من بذل نفسة لأجلة فكان اية عصرة وسيبقى على الاجيال بأعماله الجبارة ورسائلة الرائعة اسطع دليل على مفعول النعمة الالهية في الارض الارادة الجيدة .




مع محبتي للجميع بالمسيح ربنا آمين


سامر يوسف الياس مصلح


12/07/2013

ليست هناك تعليقات: