أرشيف المدونة الإلكترونية

السبت، 6 يوليو 2013

الأحد الثاني بعد العنصرة

الأحد الثاني بعد العنصرة
دعوة أوّل التلاميذ


الرسالة: رومية 10:2-16



يا إخوة، المجد والكرامة والسلام لكل من يفعل الخير، من اليهود اولاً، ثم من اليونانيين، لأن ليـس عند الله محاباة للوجوه. فكل الذين أخطأوا بدون الناموس فبدون الناموس يهلكون، وكل الذين أخطأوا في الناموس فبالناموس يُدانون، لأنه ليس السامعون للناموس هم أبرارا عند الله بل العاملـون بالنامـوس هم يُبـرَّرون. فإن الأمم الذين ليـس عنـدهم النامـوس اذا عملوا بالطبـيعـة بما هو في الناموس فهؤلاء وإن لم يكن عندهم الناموس فهُم نامـوس لأنفسهم، الذين يُظهرون عمل الناموس مكتوبا في قـلوبهم وضميرُهم شاهـد وأفكـارهم تشكـو او تحتـجّ في ما بينـها يـوم يـدينُ اللهُ سرائر النـاس بحسب إنجيـلي بيسـوع الـمسيـح.

الإنجيل: متى 18:4-23

في ذلك الزمان فيما كان يسوع ماشيا على شاطئ بحر الجليل رأى أخويـن وهما سمعان الـمدعوّ بطرس وأندراوس أخوه يُلقيان شبكـة في البحر (لأنهما كانا صيادَين). فقال لـهما: هلمّ ورائي فأَجعـلكـما صيادَي الناس. فللوقـت تركا الشباك وتبعاه. وجاز مـن هنـاك فرأى أخوين آخرين وهما يعقـوب بن زبدى ويوحنا أخوه في سفينة مع أبيهما زبدى يُصلحان شبـاكهما فدعاهما. ولـلوقت تركا السفينة وأبـاهما وتبعاه. وكان يسوع يطوف الجليـل كلـّه يُعـلّـم في مجامعهم ويكرز ببشارة الـمـلكوت ويشفي كل مرض وكل ضعـف فـي الشعب.


هذه دعـوة التـلاميـذ الأوائـل كـمـا رواها متى، وهي إيّـاهـا فـي مـرقـس. انهـا تصف البـيـئـة التي كان يعيش فيـهـا يسـوع التي تحيـط ببحـر الجليـل وهـو بحـيـرة طبـريـا. بـيـئـة صيـاديـن. رأى أَخـويـن وهما سمـعـان الذي سمـّاه هـو بطـرس في ما بعد وأخـوه أنـدراوس وهـو اسـم يـونـانـيّ لأن الجليل كان فيه الكثـيـر ممّـن كانوا يتكلّمون اليونانيّة وممّن تـأثـروا بالثقـافـة اليـونـانيـة ما يجعـلنـا نظـنّ أن بعـض الـرسـل كـانـوا يتكـلمـون شيئـا مـن اليـونـانيـة العـاميـة.



هذان الأَخَـوان كـانـا يُلقيان شبكة في البحـر. كل تـلاميـذ يسوع كانوا صيادين ما عـدا مـتى الذي كان رئيـس جبـاة. دَعـاهُما يسـوع قـائـلا: هلمّ ورائي فأَجعـلكُـما صيادي الناس أي حمَلة للإنجيل (فهِما هذا في ما بعد). لا بدّ أنهما فهما أن هذا صاحب رسالة روحية، رئيس تجمّع صغير يهتم بكلمة الله والدعوة اليها. هذه الجمعيـات الروحيـة الصغيـرة كانت معروفـة في شعـب إسـرائيل. توّا “تركا كل شيء وتبعاه”. هذا يعني أنهما تركا الصيد المنتظم، ولا يعني بالضرورة أنهما تركا على شاطئ البحر السفينة ليأخذها اي عابر، بدليل أننا نقرأ أن الرسل لم يقطعوا علاقتهم بالبحر.



“جـاز مـن هنـاك” تـدلّ على انه كـان يتـمشّـى على ضفاف بحيرة طبـريـة. قـام بمسـافـة قصيـرة “ورأى أَخـويـن آخـريـن وهما يعـقـوب بن زبـدى ويـوحنـا أخـوه (الذي صار يـوحنـا الإنجيـلـيّ) في سفـينــة مـع أبيهمـا زبـدى يُصلحان شبـاكـهـمـا فـدعاهما” على الطريقـة نفسهـا. لعـلّ الأربعـة كـانـوا مـن بيـت صيـدا. “وللـوقـت تـركـا السفـيـنـة وأباهما وتبعـاه”. هـذان الأخيـران تـركـا لـيـس فقط عمـلهمـا ولكـن أبـاهـمـا أيضا وهـذا انسـلاخ أعـظـم.



أربعـة تبعـوه ورافـقـوه في تجواله في الجليـل. الى أين ذهبوا؟ الى المجامع، والمجمع قـاعـة كبيـرة يجتـمع فـيهـا اليـهـود يـوم السبـت خصوصا لقـراءة العهـد القـديـم والـوعـظ المـؤسَّس علـى النـص الذي قـُرئ. من هذا النص يتبيـّن أن مَن يعـرف الكتـاب المقـدّس يُعـلـّم وهـو لـيـس مـُعيّـنـا مسبـقـًا.



“يكرز ببشارة الملكوت”. ماذا كان يقول؟ صميم بشارته: “توبوا فقد اقترب ملكوت السموات” (متى 4: 17). الى هذا كان “يشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب”.



من هم المرضى الذين كان يشفيهم؟ يقول الكتاب: “أَحضروا اليه جميع السقماء المصابين بأمراض وأوجاع مختلفة”، يذكر المجانين والمصروعين (اي المصابين بداء الصرع (ومثلها بالإنكليزية (épileptiques) والمشلولين فشفاهم. بعد هذا المشهد نرى أنه كان يشفي كل الأمراض بالقوة الإلهية التي كانت فيه، وهذا لأنه كان متحننًا على الضعفاء جسديا كما كان متحننا على الخطأة. كان يريد أن تظهر رحمة الله على كل إنسان ولا سيما على المعذّبين.




مع محبتي للجميع بالمسيح ربنا آمين
كل عام و الجميع بألف خير
سامر يوسف الياس مصلح 
بيت ساحور - 07-07-2013

ليست هناك تعليقات: