أرشيف المدونة الإلكترونية

السبت، 8 سبتمبر 2012

الأحد الرابع عشر بعد العنصرة




 الرسالة للأحد الرابع عشر بعد العنصرة

ما أعظم أعمالك يا رب كلّها بحكمةٍ صنعت
استيخن:  باركي يا نفسي الرب

فصل من رسالة القديس بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثس
يا إخوة اسهروا اثبتوا على الإيمان كونوا رجالاً تشددوا، ولتكن أموركم كلها بالمحبة، وأطلب إليكم أيها الإخوة بما أنكم تعرفون بيت استفاناس إنه باكورة أخائية وقد خصَّصوا أنفسهم لخدمة القديسين. أن تخضعوا أنتم أيضاً لمثل هؤلاء ولكل مَن يعاون ويتعب. إنّي فرِحٌ بحضور استفاناس فُرْتوناس وأخائكوس لأن نقصانكم هؤلاء قد جبروه، فأراحوا روحي وأرواحكم. فعرفوا مثل هؤلاء. تُسلِّم عليكم كنائس آسيا. يُسلَّم عليكم في الرب كثيراً أكيلا وبرسكِلَة والكنيسة التي في بيتهما. يُسَلِّم عليكم جميع الأخوة. سلِّموا بعضكم على بعض بقُبلَةٍ مُقدَّسة. السلام بيدي أنا بولس. إن كان أحدٌ لا يُحبُّ ربنا يسوع المسيح فليكُن مفروزاً. ماران أثا. نعمة ربنا يسوع المسيح معكم. محبتي مع جميعكم في المسيح يسوع. آمين.

هللوييا هللوييا هللوييا باللحن الرابع
استل وانجح واملك
استيخن:  أحببتَ العدلَ وأبغضتَ الإثم


الإنجيل للأحد الرابع عشر بعد العنصرة

فصل شريف من بشارة القديس متى البشير
قال الرب هذا المثل، كان إنسان رب بيت غرس كرماً وحوطه بسياج وحفر فيه معصرة وبنى برجاً وسلَّمه إلى عمله وسافر، فلما قرب أوان الثمر أرسل عبيده إلى العملة ليأخذوا ثمره، فأخذ العملة عبيده وجلدوا بعضاً، وقتلوا بعضاً، ورجموا بعضاً. فأرسل عبيداً آخَرين أكثر من الأولين فصنعوا بهم كذلك، وفي الآخير أرسل إليهم ابنه قائلاً سيهابون ابني، فلما رأى العملة الابن قالوا فيما بينهم هذا هو الوارث. هلموا نقتله ونستولي على ميراثه. فأخذوه وأخرجوه خارج الكرم وقتلوه، فمتى جاء رب الكرم فماذا يفعل بأولئك العملة. قالوا له إنه يهلك أولئك الأردياء أردأ هلاك ويسلم الكرم إلى عملة آخَرين يؤدون له الثمر في أوانه، فقال لهم يسوع أما قرأتم قط في الكتب إن الحجر الذي رذله البنَّاؤون هو صار رأساً للزاوية. من قِبَل الرب كان ذلك وهو عجيب في أعيننا.
  هذا هو الوارث" المسيح مسَّلم إلينا في الكرمة، انه معطى لنا في إنجيله، انه يأتي إلينا هنا بجسده ودمه، يحضر كله أمامنا ولنا أن نجعله حاضراً فيما بيننا فنتقدس ونتطهر، نتبصر فيه ونحبه، نتعبدّ له ونلازمه ونموت معه ونقوم معه، أو لنا نقول كما قال عمال الكرم في مثلنا الإنجيلي:"

هذا هو الوارث هلموا نقتله". وهو قال إن الحجر الذي رذله البناءون قد صار رأساً للزاوية، هذا الحجر الذي عليه يبنى هيكل اللّه، المسيح يسوع، الذي عليه يشاد بيت اللّه في الإنسانية هل نتركه نحن أيضاً؟ هل نقتله في أنفسنا أم نجعل منه حجر الزاوية في بناء أنفسنا؟

المسيحيون كثيراً ما يضيعون في أشياء وأشياء، يضيعون في العبادة، ولكن العبادة أقيمت أصلاً لنتقرب من السيد، لنراه يأتينا في الخدم الإلهية، ومع ذلك يضيع الناس في التفاصيل، في الأعياد، في المواسم، في الفولكلور الشعبي، في كل ما يحيط بالدين من أشياءهم اصطنعوها ولذلك يأخذون هذه القشرة التي جعلت لتحمي اللب، لتحفظه ويتلهون بها. الناس مثلا يتلهون بالكاهن، بالأسقف، بوكلاء الوقف، بأنفسهم، بمبنى الكنيسة، بالثريا، بالشموع، بالأوقاف، بكل هذا الذي جعل ليكون للإيمان صورة، ولكنهم لا يهتمون بالإيمان، بالجوهر نفسه، بالقداسة التي في المسيح يسوع.

وكأننا بذلك نقول مع عمال الكرمة، هلموا نقتله لئلا يبيد التعصب الطائفي الذي نتمسك به فيفتح باب الكرمة على مصراعيه للأمم فيصبح للاكم جميعاً رأساً للزاوية. هلموا نقتله لئلا يزيل طائفتنا المقوقعة وديانتنا المتحجرة.
لا نريد أن نتقدس ونتطهر ونتألم. يهمنا أن نظهر، ولكن أن نظهر أمام من؟ أن نظهر أمام الدولة؟ ولكن الدولة زائلة. أين هي اهتماماتنا؟ وبمن؟ بناس من لحم ودم وعظام وقيح وتراب؟ مجد الطائفة؟ أية طائفة هذه؟ أي مجد مجموعة من الناس معظمهم تافه؟ هل هذا هو مجد اللّه فينا؟ هل نحن طلاب اللّه؟ رواد الملكوت؟ أتباع للمخلص حتى الصليب، أم رواد لأمجادنا الكاذبة الزائلة؟ الدين يمكن أن نجعله مجرد تسمية وتعبيراً عن عنفوان.

إذ ذاك كله تافه وليس للمسيح علاقة به. أما أن يكون المسيح مسمّراً وفي أعصابنا وحاضراً في أرواحنا، فهذا كل شيء، وبعد ذلك يأتي الوقف والمدارس المسيحية، والمطران والكاهن ووكيل الوقف زينة وتعابير تكمل قلب المسيح، وأما إذا لم يحضر هو، وإذا حضرت فقط ثرثراتنا، فإلهنا مصلوب.

عندما يكون المسيح معطي لنا في إنجيله وان أكون أنا في المقهى أو أتناول الفطور مع عائلتي وليس همي أن أشرب النجيل، فهذا يعني أن الإنجيل لا يهمني.
أو أن يكون المسيح يجيء هنا بجسده ودمه وأن يحضر كله أمامنا، وأن أبقى أنا في فراشي، فلا يمكن أن يعني هذا إلا أنني لا أبالي بجسد المسيح وبدمه. من لا يرى المسيح روح حياته يكون متسلياً بطائفة هي بلا ربها باطل الأباطيل.

المسيح مسلم إلى محبتنا وجهودنا لكي نغّير به أنفسنا ونحضر إليه الناس والبلد وقد نقول مثل عمال الكرم:" هذا هو الوارث هلموا نقتله، أي هذا يريد أن يرث شهواتنا وان يقضي عليها، فهلموا نقتله لأننا نفضل شهواتنا عليه، وثرثرات الضيعة عليه"، أو نقول:" بموته وقيامته قد صار حجر الزاوية، فلا حياة إلا به، ولا غذاء إلا منه، ولا كلمة أسمعها إلا تلك التي تخرج من فمه، ولا غفران لي إلا إذا تبت إليه، لا حياة مني ما لم أهمل خطيئتي وأعود إليه، والوجوه التي حولي كلها ترابية وتزول ولذلك سوف انصرف عنها لا تفرس في وجهه، وأنا لست بشيء، ولست لأحد فيما بعد، ولكني للسيد الذي جاء ليخلّص الخطأة الذين أنا أولهم.

وها أنا ذا يا رب لك، أمامك راكع استغفر واسترحم، عسى أن أرى وان أشفى وان أفهم. عسى آن يفهم الناس بي لخلاص نفوسهم وسلامهم والرضا".
هذا ما يدعونا إليه المخلص لنكون له من الآن وإلى أن يقبضنا هو في يده الطاهرة لنكون له من أجل عزنا الوحيد، وسعادتنا الوحيدة وما عدا ذلك فباطل.

مع محبتي للجميع بالمسيح ربنا آمين
كل عام و الجميع بألف خير
سامر يوسف الياس مصلح
بيت ساحور - 09-09-2012

ليست هناك تعليقات: