أرشيف المدونة الإلكترونية

السبت، 19 مايو 2012

الأحد الخامس بعد الفصح - أحد الأعمى


                           من اهم مافي أنجيل يوحنا ذكر النور .


منذ مطلع الانجيل نقرأ عن السيد :"كانت الحياة والحياة كانت نور الناس (4:1)

ثم يقول :"كان النور الحقيقي." وكذلك تاكيده :" أنا نور العالم "(12:8),

أما في اعجوبة الأعمى التي يتحدث عنها الانجيل فتشير الى ان نور المسيح يعطى للأعمى ولتدل من وراء الحادثة أن العبرة الحقيقية من هذه الأعجوبة أن كل من فقد الحقيقة لايعود اليها ألا إذا اقتبل يسوع في حياته نوراً.

يخصص يوحنا الانجيلي أصحاحاً كاملاً ليكلمنا على أعمى منذ مولده فأخذ اليهود يسألون السيد :"من أخطأ هذا ام ابواه حتى ولد اعمى ؟؟".

فأراد السيد أن يقول لهم ان الانسان لايرث خطيئة أبويه ,وكأنهم لم يقرأوا ما جاء عند انبيائهم إذ يقول حزقيل :"مالكم تضربون هذا المثل على أرض إسرائيل قائلين: الأباء يأكلون الحصرم والأبناء ضرست ...ها كل النفوس هي لي نفس الأب كنفس الابن كلاهما لي النفس التي تخطئ هي تموت."

مايلفت الانتباه في هذه المعجزة أن اليهود أخذوا على المعلم أنه شفي الاعمى في السبت.عندهم ان هذا عمل والعمل ممنوع,وهكذا شفاء اليد اليابسة يوم السبت ولم يفهموا أن غاية الشريعة هي الرحمة .

سجال طويل بين الأعمى واليهود , يقولون كيف فتح عينيك ؟؟.
الحادثة حصلت ويسوع من الله لان الشفاء هو عمل الله , وبدل من ان يعترفوا أنهم امام أعجوبة وقد رأوها أخرجوا الأعمى من طائفة اليهود.

غير ان الأعمى أبصر وبطلت اليهودية في نكرانها للمخلص , وآمن الاعمى وسجد للمسيح.لنقف عند معنى الانجيل في حياتنا ..لنسال انفسنا : هل نحن نسجد له في كل موضع سيادته كما يرد في القداس ؟؟؟
   
هل انت تعترف ان على عينيك غشاوة أذ إنك أخطات وأنت بحاجة الى نور المسيح؟؟

هل ترغب ان يكون الرب هو نورك وخلاصك ؟؟؟


لنعيش معنى الانجيل في حياتنا. يقول الكتاب المقدس ايضا:


مَا دَامَ لَكُمُ النُّورُ آمِنُوا بِالنُّورِ لِتَصِيرُوا أَبْنَاءَ النُّورِ». يوحنا 12 : 36

وايضا :

فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «النُّورُ مَعَكُمْ زَمَانًا قَلِيلاً بَعْدُ، فَسِيرُوا مَا دَامَ لَكُمُ النُّورُ لِئَلاَّ يُدْرِكَكُمُ الظَّلاَمُ. وَالَّذِي يَسِيرُ فِي الظَّلاَمِ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَذْهَبُ. يوحنا 12 : 35

النور معكم زمانًا قليلاً بعد يوضح أن موته مؤقت لأن نور الشمس لا يبطل لكنه يتوارى قليلاً ثم يظهر.فمهما شعرنا بغياب النور وانتهاء الزيت في مصابيحنا فلنملؤها مجددا 
اتنا ولنصلي لكي ينير الرب عيوننا القلبية لكي لا ننام الى الموت .
أيها الإخوة الأحباء،
لا يبعد يوحنا الإنجيلي في سرد هذه الآية من العادات والتقاليد اليهودية والمعتقدات القديمة التي كانت سائدة آنذاك، خصوصاً بما يتعلق بالمرض والعاهات، فهو حالة من القصاص نتيجة الخطيئة، ويوحنا أيضاً في انجيله لا يذكر المكان او الزمان الذي جرت فيه الأعجوبة.

يسوع يشدد على ان المرض ليس نتيجة للخطيئة، بل يجب ان ننظر الى المرض بأنه سبب يجعلنا ان نتقرب الى الله ومن خلال المرض تظهر ارادة الله في الإنسان.

إننا نرى ان المسيح قبل ان شفى الأعمى تفل في الأرض وصنع من تفلته طينا ثم أمره ان يذهب الى بركة سلوام ليغتسل، إن هذا الطين ليس دواءً فهو حتما سيزيد الأعمى سوءاً. ان يسوع اراد من خلال وجع هذا الأعمى ان يختبر مدى إيمانه بالمسيح. مع ان بعض المفسرين يفسرون ان التراب والتفل يشير الى ان الله خلق الإنسان من تراب، وهو الآن يصنع خليقة جديدة وهناك ايضا تفاسير اخرى لا حاجة لذكرها هنا.

وضع التراب على عينيه وامره ان يذهب الى بركة سلوام ليغتسل. حالاً أصبحت الأعجوبة حديث كل الناس، الكل يتعجب كيف هذا التحول والتغير في حياة الأعمى.
كان أعمى وهو الآن يرى

كان يتسول وهو الآن يمشي
وتتحول الأنظار مرة اخرى الى يسوع وبدأ الحاقدون يفتشون لعمل شيئ ضده. وراحوا يطرحون الأسئلة على الأعمى ليوقعوا يسوع في مشكلة. ومن الطبيعي ان يعرف الفريسيون بما حدث خصوصا ان الحادث وقع يوم سبت، نسي الجميع الحالة والإطار الصحيح للأعجوبة انه كان اعمى وهو الآن يرى وشددوا على ان الأعجوبة تمت يوم السبت.
ونرى خوف الأهل مما حدث، فكان من الممكن ان يقع عليهم عقاب لمخالفتهم السبت منها الطرد ولبس ثوب الحداد ويُمنعوا من دهن الزيت والإنفصال عن الجماعة او العقاب الكبير وهو فقدان كل الأملاك وخسارة اماكن العمل. فنرى ان هجوم الفريسيين على الأهل كان فاشلاً. فعادوا الى الأعمى وهو بدوره يرفض المناورة بل يتمسك بكلامه ولا يهمه من الذي شفاه إن كان خاطئاً ام لا بل يعرف شيئاً واحدا فقط انه الآن يرى وهو يؤمن بمن شفاه.

بهذه الحادثة يؤكد المسيح ان بعض العميان قد يُشفوا من عماهم ولكن هناك عميان لا يمكن ان يُشفوا فالذين عُميت نفوسهم بالكبرياء والتصلب والحقد والبغض هم العميان الحقيقيون ولا يمكن ان يُشفوا  اما انت عزيزي المؤمن لا تتمثل بالعميان هؤلاء بل اطلب من الشافي كل مرض وكل ضعف ان يشفيك وينير قلبك ودربك ويفتح عينيك لتُبصر النور الإلهي.
                                              آمين

لأننا به نحيا ونتحرك ونوجد
أعمال : 17-28




لأننا بك نقدر على كل شيئ ومن دونك نحن لا شيئ



عندما تفقدون النعمة الالهية لاتفعلوا شيئا. تابعوا حياتكم وجهادكم ببساطة ورفق فيعود اليكم حب المسيح وعشقه و الشوق اليه دون قلق 

مع محبتي للجميع بالمسيح ربنا آمين
كل عام و الجميع بألف خير
سامر يوسف الياس مصلح
بيت ساحور - 20-05-2012

ليست هناك تعليقات: