أرشيف المدونة الإلكترونية

الخميس، 12 أبريل 2012

خميس الأسرار المقدس - أسبوع الآلام - غسل الأرجل

خميس الاسرار
الفصح لفظة عبرانية معناها ( العبور) وسمي ايضا عيد الفطير أو خميس العهد أو خميس الأسرار وايضا يسمى العشاء الأخير .

لكي نفهم الفصح علينا ان نعود الى العهد القديم الى زمن النبي موسى .
الفصح هو إشارة لعبور الملاك المهلك عن بيوت العبرانيين وعدم ضربه لأبنائهم الأبكار عندما كانوا عبيدا في أرض مصر . واقتضى عمل الفصح خمسة أمور


1 - ذبح خروف كامل يكون عمره سنة بلا عيب أو مرض .
2 - يرش دمه على قائمتي الباب والعتبة العليا .
3 - شواء الخروف صحيحا دون أن يُكسر عظمه .
4 - أكله مع الفطير والأعشاب المرة .
5 - عدم إبقاء شيء منه إلى الصباح فالباقي يحرق .
ونلاحظ في هذا كله الرمز إلى آلام المسيح وموته.


تحتفل الكنيسة بعيد الفصح أي العبور بفرح . إنه عبور المسيح إلى الآب وعبور المسيحيين أليه . لقد وهب المسيح ذاته للكنيسة في فعل حب كامل . وأراد أن يستمر هذا العطاء بين تلاميذه . فاختار الخبز والخمر رمزا لجسده المبذول من أجلهم .

الخبز يرمز إلى تعب الإنسان ومعاناته في سبيل العيش الكريم .
والخمر تشير إلى فرح الملكوت .
والاثنان يعبران عن الحب العميق . ونحن إذ نشترك في هذا الفصح ، إنما حتى نعيش نفس القدر من الحب وبنفس المستوى من العلاقة . وهنا نرى المسيح يعطي رسما مختلفا عن الفصح .


فهناك في الفصح كان اليهود يتذكرون نجاة أبنائهم من الهلاك الزمني .
اما في العهد الجديد يتذكر المسيحيون نجاتهم من الهلاك الأبدي بموت المسيح فصحهم ( لأن فصحنا أيضا المسيح قد ذبح لأجلنا ) (1كورنثوس 5 - 7 ) .



وقد أخذ المسيح رغيفا من الفطير الذي أمامه وطلب بركة الله عليه وشكر لأجله وكسر إشارة إلى جسده الذي سيكسر لأجل آثامنا ( الذي يبذل عنكم ) (لوقا 22 - 19 ) .


وقد واظبت كنيسة المسيح على هذا العمل فيما بعد . وبعدها أخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلا ( اشربوا منها كلكم ) في الفصح اليهودي كان دم خروف الفصح يشير إلى دم المسيح ، لكن منذ ليلة العشاء الرباني اصبحت الكأس هي التي تشير إلى دم المسيح . ثم قال المسيح ( هذا هو دمي الذي للعهد الجديد ) . إن كلى العهدين القديم والجديد قد تثبتا بالدم .


لكن القديم كان بدم الحملان على يد موسى ( وأخذ موسى الدم ورش على الشعب وقال هذا هو دم العهد الذي قطعه الرب معكم ) (خروج 9 - 8 ) .


أما في العهد الجديد فقد تثبت العهد على يد المسيح بدمه .
في ليلة خميس العهد رسم المسيح العشاء الرباني فريضة دائمة في كنيسته إلى أن يأتي ثانية ( فإنكم كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تخبرون بموت الرب إلى أن يجيء ) (1كورنثوس 11 - 26 ) .


يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متآزرا بها غسل خطاياهم وطهرهم وجعلهم أنقياء وأجلسهم على مائدته . أحنى رأسه أمام تلاميذه كذليل ، ولكن باتضاعه رفعهم .


قال بطرس لن تغسل رجلي . لم يفهم بطرس ما معنى السلطة وغايتها كيف وهو السيد يغسل الأقدام كالعبد ؟ كيف وهو صاحب السلطة يتحول إلى مأمور ضعيف ؟ فالسلطة ، بالنسبة للمسيح كانت خدمة غايتها بنيان الذات والآخر . وإذا كانت السلطة تسلطا واستغلالا للآخر . فعاقبتها الثورة والموت . السلطة كما فهمها المسيح يجب الإكثار من استعمالها لأنها ستؤدي حتما إلى حياة أفضل للذات والآخر .


اذا الفصح المسيحي هو العبور من الموت إلى الحياة . رسم الأفخارسيتا هو قصة عيد مأساوي . يسوع يقدم ذاته فصحا جديدا عن البشرية ، فذبيحة يسوع ترتسم إذا في امتداد الفصح اليهودي لكنها علامة العهد الجديد لأنها تعلن موت المسيح وقيامته . نحن نحتفل في الأفخارستيا ، ويسوع حاضرا ومشاركا معنا . نعيد الكلمات التي تلفظ بها هو بنفسه ونؤمن بأنه حاضر معنا في كل احتفال . قال يسوع (إصنعوا هذا لذكري ) بصيغة الجمع اي المؤمنين جميعا .
سلام الرب معكم


(( اهكذا لاتقدرون ان تسهروا معي ساعة واحد ؟ اسهروا وصلوا لئلا تقعو في التجربة . الروح راغبة ، ولكن الجسد ضعيف)) متى26


مع محبتي للجميع بالمسيح ربنا آمين
كل عام و الجميع بألف خير
سامر يوسف الياس مصلح
بيت ساحور - 12/04/2012

ليست هناك تعليقات: