أرشيف المدونة الإلكترونية

الأحد، 28 أغسطس 2011

هرطقة محاربي الايقونات والمجمع السابع المسكوني

لقد عم احترام الايقونات في القرنين الرابع و الخامس في الكنيسة المسيحية واحترام الايقونات حسب التعليم الكنسي يجب أن يعود الى الأشخاص المصورين عليها.وهذا الاحترام يعبر عنه بالورع والسجود والصلاة للشخص المصور على الايقونة.ولكن في العصر الثامن أخذ يمتزج بهذا التعليم آراء غير ارثوذكسية بشأن احترام الأيقونات ولاسيما في الشعب البسيط.وهذه الطبقة من الشعب بسبب عدم ثقافتها الدينية الكافية كانت تعطي غالبا الأهمية الاولى في الديانة للأمور الخارجية والطقسية.

فعند نظر الشعب البسيط الى الأيقونات وصلاته أمامها كان ينسى أن يرتفع بالعقل والقلب من المنظور الى غير المنظور لا بل صار عنده مع الوقت قناعة بأن الأشخاص المرسومين على الأيقونة غير منفصلين عنها . ولهذا انتشر السجود بنوع خاص للأيقونات وليس للأشخاص المرسومين ,انتشر وهم (خرافة) قريب من عبادة الأصنام. ومن الطبيعي أن يظهر اجتهاد لإزالة هذه الخرافة .ولكن لتعاسة الكنيسة أخذت السلطة المدنية على عاتقها ازالة سوء الاستعمال مبعدة السلطة الروحية. وبازالة احترام الايقونات اخذت السلطة المدنية تزيل ليس لسوء الاستعمال بل احترام الايقونات اجمالا تحت تأثير نوايا سياسية فاحدثت على هذه الصورة هرطقة محاربة الايقونات.

أول مقاوم لاحترام الايقونات كان الامبراطور لاون الايسافري(717-741) . كان هذا ملكا شجاعا دافع عن المملكة بشجاعة ضد العرب المسلمين ووجه انتباههالى الأمور الكنيسية ومن بينها سوء الاستعمال في احترام الايقونات. فقرر ازالتها بوسائل بوليسية . وقد شغف بدوره كعامل كنسي لدرجة اراد أن يزيل مع سوء الاستعمال احترام الايقونات الحقيقي .فلم يفصل احترام الايقونات الوهمي عن الحقيقي.وتراءى له كل نوع من احترام الايقونات هو خرافي ولاون الايسفري كجندي خشن كان غريبا عن الاحساسات والميول السامية , فلم يفهم أو لم يرد أن يفهم بأنه من النظر الى الصورة يمكن الارتفاع بالعقل والقلب الى صاحبهاالمرسوم عليها ذاته .


لقد ظن بفظاظته بأنهم اذا سجدوا للايقونات فانهم انما يسجدون للصور ,أضف الى ذلك بأن لاون نظم مشروعا فاشلا هو جذب المسلمين العرب واليهود الى المسيحية بازالة احترام الايقونات الذي كان عثرة لهم ويضحك منه هؤلاء واولئك.فشرع لاون الايسفري في البداية بازالة الايقونات بتحفظ كاف ففي سنة 726 أصدر مرسوما ضد السجود للأيقونات فقط. فأمر أن توضع في الكنائس في بأمكنة عالية حتى لايصل اليها الشعب ويقبلها فنهض ضد هذه الاوامر جرمانوس بطريرك القسطنطينية.وتبعه في الدفاع عن احترام الايقونات يوحنا الدمشقي الشهير , الذي صار فيما بعد راهب دير القديس سابا في فلسطين. فكتب رسالة حارة ضد حرب الايقونات وأرسلها الى القسطنطينية . ومما قاله ضد أعداء الايقونات البرهان الآتي:


اذا كان منع في كنيسة العهد القديم تصوير الله فهذا المنع لا يختص بكنيسة العهد الجديد عندما قبل الله ذاته طبيعة بشرية وعاش على الارض كانسان , واندفع ايضا للدفاع عن اكرام الايقونات البابا غريغوريوس الثاني فكتب تحريرا للامبراطور قال فيه بأن المسيحيين يكرمون ليس الايقونة بل الأشخاص المرسومين عليها وأن اكرام الايقونات اصبح عام الاستعمال حتى ان الأطفال الذي يتعلمون في المدارس اذا اتيت اليهم وتكلمت ضد اكرام الايقونات يرشقونك لأجل هذا بألواحهم المدرسية.


واخيرا اذا كان الامبراطور يصر على ازالة على ازالة اكرام الايقونات فستخرج رومية من تحت سلطته. والشعب ايضا قد اضطرب لامر الامبراطور واعرب علنا عن استيائه.هكذا عندما امر بنزع ايقونة المسيح المخلص المحترمة المعلقة فوق بوابة القصر الامبراطوري ,فجمهور الرثوذكسيين المحيط بالسلم التي ارتقى عليها الجندي لاتمام الأمر دفع السلم وقتل الجندي .مع هذا ازيلت الايقونة .اما في جزائر تسيكلاد فحدثت ثورة حقيقية .فاستطاع لاون أن يهدئ الثائرين وشرع بغيرة يزيل اكرام الايقونات. ففي سنة730 صدر مرسوم يأمر بإخراج الأيقونات من الكنائس.


فرفض البطريرك جرمانوس تنفيذ هذا الأمر فأنزل سنة 733 واقيم مكانه انسطاسيوس الخاضع لأمر الامبراطور . فأزيلت الايقونات من الكنائس وانزل الأساقفة المعارضين لهذا .وقد وجد أساقفة تطوعوا لمساعدة الامبراطور بازالة اكرام الايقونات مثلا قسطنطين الفريجي اخرج الايقونات من كنائسه منذ ظهور أول مرسوم .ولكن كان يمكن ازالة الايقونات من الكنائس الواقعة ضمن حدود المملكة البيزنطية. ففي سوريا الموجودة تحت سلطة العرب ,وفي رومية التي لم تكن تعترف تقريبا بسلطة الامبراطور البيزنطي لم يستطع لاون أن ينفذ مرسومه بالقوة.


والكنائس الشرقية الموجودة تحت سلطة العرب قطعت علاقاتها بالكنيسة اليونانية ويوحنا الدمشقي كتب ايضا رسالتين ضد محاربي الايقونات وكذلك البابا غريغوريوس الثالث( سنة 731 - 741 ) الذي وقف كسلفه لجهة مكرمي الايقونات نهض ضد المرسوم الامبراطوري وفي سنة 732 عقد مجمعا في رومية حرم فيه محاربو الايقونات فأراد لاون أن يقاص البابا فارسل الى ايطاليا اسطولا لكنه تحطم في العاصفة, فاكتفى نزع مقاطعة ايليريا من تحت سلطة البابا وضمها الى البطريركية القسطنطينية . وفي سنة 741 مات لاون الايسافري وتمكن فقط من اخراج الايقونات من الاستعمال في الكنائس ولكنه لم يستطع أن يخرجها من الاستعمال في البيوت مع كل قساوته.


بعد موت لاون أعيد اكرام الايقونات لبعض الوقت. وجلس على عرش الملك صهره ارتابزد بمساعدة مكرمي الايقونات مع وجود ابن لاون وولي عهده قسطنطين كبرونيم فظهرت الايقونات ايضا في الكنائس وبدأ ايضا اكرام الايقونات علنا, ولكن في سنة 743 انزل قسطنطين عن العرش ارتابزد وبدأ على مثال والده باضطهاد اكرام الايقونات ولكن بأكثر عناد وقساوة. فأراد كبرونيم ان يزيل اكرام الايقونات كهرطقة بطريقة احتفالية مع مراعاة القانون .


ولأجل ذلك الف في القسطنطينية مجمعا سنة 754 ودعاه مسكونيا. وحضر المجمع 338 اسقفا ولكن لم يكن ولا بطريرك واحد. وقد وضع هنا بأن اكرام الايقونات هو عبادة أوثان وأن صورة المسيح المخلص الوحيدة هي في الافخارستيا(سر الشكر) وما اشبه وللبرهان أورد المجمع من الكتاب المقدس آيات مفسرا اياها لجهة واحدة وخطأ. وكذلك أورد مقاطع من تآليف الآباء القدماء اما مدسوسة او مشوهة او مفسرة تفسيرا مغلوطا.


وفي الختام رشق المجمع بالاناثيما جميع المدافعين عن اكرام الايقونات والذين يكرمونها وخصوصا يوحنا الدمشقي ووضع قانونا بأن كل من يحفظ بعدهذا ايقونات ويكرمها فاذا كان هذا الشخص روحانيا فلينزل من درجته الكهنوتية واذا كان علمانيا أو راهبا فليفرز من الشركة الكنيسية ويتعرض للقصاص بموجب القوانين الامبراطورية فوافق جميع الاساقفةعلى تحديدات المجمع بعضهم عن قناعة والقسم الأعظم بسبب الخوف من الامبراطور. وقد أقام المجمع مكان البطريرك انسطاسيوس المتوفى قبل هذا بطريركا على القسطنطينية الاسقف قسطنطين من فريجيا الذي امتاز بعدائه لاكرام الايقونات وقد وضعت تحديدات المجمع للتنفيذ بقساوة خارقة.


وامتد الاضطهاد حتى الى احترام الايقونات البيتي . ولكن استطاع الارثوذكسيون حفظ الايقونات في الأماكن السرية البعيدة عن أعين البوليس ,ولم يتوقف كبرونيم عند اكرام الايقونات فذهب أبعد ,أنه أراد انه أراد أن يلغي اكرام القديسين وبقاياهم والحياة الرهبانية,حاسبا كل هذا خرافة. وبموجب أوامره أحرقت بقايا القديسين أ وطرحت في البحر , وتحولت الأديار الى ثكنات أو زرائب للخيل وطرد الرهبان والبعض منهم الذين انتقدوا علنا عمل الامبراطور ودافعوا عن اكرام الايقوناتحكم عليهم بالموت تحت العذاب ولقد تنفذت اوامر الامبراطور في كل مكان الا في رومية وفي الوقت الذي حكم فيه قسطنطين كبرونيم على اكرام الايقونات في مجمعه المسكوني شرع البابا بتنفيذ برنامج فصل رومية عن المملكة البيزنطية.


واكسرخوسية رافينا المنتمية الى المملكة اليونانية استولى عليها اللونغوبرد 752م والبابا استفان الثالث دعا بين ملك الفرنك للمساعدة فطرد اللونغوبرد وقدم الأراضي المأخوذة منهم هدية للكرسي الرسولي اعني البابا 755 م فلم يبق بعد هذا املك لليونان في ايطاليا .وصار استفان حرا واستطاع بلا اقل مانع أن يرفض كل مقررات مجمع محاربي الايقونات سنة 754.


مات قسطنطين كبرونيم 755 وخلفه ابنه لاون خزر 755-780 ونشأ هذا على روح محاربة الايقونات.وبموجب وصية ابيه كان يتوجب عليه ان يعمل ضد اكرام الايقونات . ولكن لاون كان ضعيف الارادة وكان لزوجته ايرينا تأثير كبيرعليه, وكانت تتمسك سرا باحترام الايقونات . وتحت حمايتها بدأ الرهبان المطرودون بالظهور في المدن وحتى في القسطنطينية ذاتها. وبدأ يشغل المراكز الاسقفية اساقفة من مكرمي الايقونات سراا...

وفي سنة 780 بسبب الايقونات التي وجدت في غرفة نوم ايريلي بدأ بوسائل قاسية يخنق اكرام الايقونات الذي عاد من جديد . ولكنه مات في تلك السنة فتسلمت ايرينا نيابة عن ابنها القاصر قسطنطين المولود على البرفير 780- 802 فأعلنت ذاتها بحزم من مؤيدي اكرام الايقونات.

فتسلم الرهبان اديارهم بدون معارض وصاروا يظهرون في الشوارع وينعشون في الشعب المحبة التي كانت فترت نحو اكرام الايقونات واعضاء الشهيدة اوفيميا التي طرحت في البحر على عهد قسطنيطين كوبرونيم واخرجت من الماء وشرعوا يقدمون لها الاحترام الواجب . وبطريرك القسطنطينية بولس الذي كان في جملة اعداء اكرام الايقونات وجد ذاته امام هذا التحول مضطرا لان يتخلى عن الكرسي ويبتعد الى الدير. وأقيم مكانه بحسب رغبة ايريني رجل علماني طراسي من مكرمي الايقونات .

وقبل طراسي الكرسي شريطة أن يعيد الشركة مع كنيسة رومية والكنائس الشرقية التي كانت انقطعت في اثناء حرب الايقونات ولكي يستدعي مجمعا مسكونيا جديدا لاجل تثبيت اكرام الايقونات. وفي الواقع كتب بموافقة ايرينا الى البابا اوربان الاول عن اكرام الايقونات المنوي اعادته ودعاه للمساهمة في المجمع المسكوني وأرسل كذلك دعوات لبطاركة الشرق. وأخيرا التأم المجمع في القسطنطينية سنة 786 فارسل البابا ممثليه ومثل بطاركة الشرق راهبان وحضر المجمع ايضا كثيرون من اساقفة اليونان .

ولكن الاجتماع لم يتم في هذه السنة.لان اكثرية الاساقفة كانت ضد اكرام الايقونات.فاخذوا يؤلفون اجتماعات سرية ويبحثون ضد اكرام الايقونات. زد على ذلك ان الحرس الامبراطوري المؤلف من جنود قسطنطين كوبرونيم القدماء لم يريدوا ان يعاد تكريم الايقونات .وفي احدى جلسات المجمع احدث الاساقفة خصوم تكريم الايقونات ضجيجا,وفي الوقت ذاته هاج الحرس في باحة دار الاجتماع. فاضطر طراسي ان يقفل المجمع. وفي السنة التالية 787, وكانت ايرينا اطلقت في وقت مناسب من الخدمة الجنود مضادي اكرام الايقونات, اعيد افتتاح المجمع بهدوء في نيقية هذا كان النيقي الثاني والسابع المسكوني.

فاجتمع 367 من الآباء ومع انه كان هنا اساقفة من مضادي اكرام الايقونات ولكنهم كانوا اقل من الارثوذكسيين.وكانت جلسات المجمع ثماني .وقبل كل شئ القى طراسي كرئيس المجمع خطبة في صالح اكرام الايقونات ثم تلت ايرينا خطبة مثلها. فوافق الاساقفة الارثوذكس على الخطبتين.وعرض طراسي على الاساقفة المعارضين,بأنهم اذا كانوا يتوبون ويقبلون باكرام الايقونات قيبقون في درجاتهم الكهنوتية. وبعد هذا العرض وافق الاساقفة المعارضون على اكرام الايقونات .


ثم تلوا رسالة البابا ادريان بشأن اكرام الايقونات واوردوا براهين لصالح اكرام الايقونات من الكتاب المقدس والتقليد المقدس وكتابات آباء الكنيسة ودرسوا اعمال المجمع المحارب للايقونات سنة 754 فوجدوه هرطوقيا. واخيرا رشق آباء المجمع المسكوني السابع بالحرم كل محاربي الايقونات والفوا تحديد الايمان الذي جاء فيه:

"نحفظ كل التقاليد الكنيسية ,التي ليست بمستحدثة الموضوعة لا جلنا في الكتب المقدسة وبدونها التي منها ما يتكلم عن تصوير الايقونات ... ونحدد بأن يصير رسم الصليب الكريم المسيحي في كنائس الله على الاواني المقدسة وعلى الالبسة والجدران والالواح وفي البيوت والطرقات والايقونات الكريمة المقدسة المصورة بالالوان ومن الفسيفساء(الاحجار الدقيقة) ومن اشياء اخرى مساعدة لصنعها كايقونة ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح وسيدتنا الطاهرة القديسة والدة الاله وكذلك الملائكة المكرمين وجميع القديسين والرجال الابرار .


لأن الناظرين الى الرسوم المنظورة للمخلص ولوالدة الاله وغيرها تتنبه فيهم التذكارات والمحبة للمصورين عليها ,والى تكريمهم بالتقبيل والسجود الاكرامي ليس المختص حسب ايماننا ,بالسجود لله الذي يليق بالطبيعة الالهية وحدها ولكن بالاحترام المقدم لصورة الصليب الكريم المحيي وللانجيل المقدس ولبقية الاشياء المقدسة".

وفضلا عن ذلك فقد وضح المجمع بأن كل التآليف التي كتبها الهراطقة ضد اكرام الايقونات يجب ان تعرض على بطريرك القسطنطينية اما الذين يخفون مثل هذه التآليف فقد حدد (المجمع) اذا كانوا من الروحانيين فليحرموا من درجتهم الكهنوتية والعلمانيين فليفرزوا من الكنيسة. انتهت جلسات المجمع في نيقية والجلسة الثامنة والاخيرة كانت في القسطنطينية بحضور ايرينا . هنا تليت تحديدات المجمع بصورة احتفالية ووقعتها الامبراطورة وبموجب تحديدات المجمع اعيد اكرام الايقونات في كل الكنائس عام 787.


استمرار حرب الايقونات بعد المجمع
ان حزب محاربي الايقونات بقي قويا حتى بعد المجمع المسكوني السابع وبعض الاساقفة من محاربي الايقونات الذين اقروا في المجمع اكرام الايقونات ليحفظوا لذاتهم مراكزهم الاسقفية بقوا في سرهم اعداء اكرام الايقونات. وسيطر بين الجنود روح مضادة الايقونات منذ زمن قسطنطين كوبرونيم. وصار من المنتظر اضطهاد جديد على اكرام الايقونات. وقد حدث في الواقع عندما جلس على العرش الامبراطوري لاون الارمني (813-820) من حزب محاربي الايقونات الخضر .


هذا تربى على المبادئ المحاربة للايقونات والمحاط باعدائها. وكان من المنتظر ان يصير محاربا للايقونات لكنه اجتهد في بادئ الامر ان يخفي بغضه للايقونات لرغبته في مصالحة حزبي محاربي الايقونا والارثوذكسيين.وقبل ان يعلن منع اكرام الايقونات كلف يوحنا الغرماتيكبتأليف لائحة تضم شهادات من الآباء القدماء ضد اكرام الايقونات لكي يقنع الارثوذكسيين ليرفضوه, لكن الحزب المحارب للايقونات طلب باصرار وسائل حازمة ضد مكرمي الايقونات وحتى انه اعلن بصراحة بغضه للايقونات.


هكذا حدث مرة ان الجنود المحاربين للايقونات بدأوا يرشقون بالحجارة ايقونة المسيح (الكفيل)المعروفة التي ارجعتها ايرينا الى مكانها الاول فوق بوابة القصر الامبراطوري . فأمرالامبراطور بانزالها بحجة انهاء التشويش. فالارثوذكسيين برئاسة بطريرك القسطنطينية نيكيفوروس ورئيس دير الستوديت الشهير لما رأوا أن الاضطهاد قد بدأ ضد اكرام الايقونات ألفوا مشرة وقرروا التمسك بقرارات المجمع المسكوني السابع . ولما علم الامبراطور بذلك دعا اليه البطريرك ومعه ثيوذور ستوديت وغيره من اللاهوتيين الارثوذكس .


فعرض الامبراطور قضية المصالحة مع حزب محاربي الايقونات فرفضوا بحزم التخلي عن شيء لأجل الهراطقة. ولما لم يبلغ لاون الارمني بطريق الاقناع الى ازالة احترام الايقونات التجأ الى وسائل القوة. فأصدر مرسوما منع فيه الرهبان من التبشير باكرام الايقونات. وواجب على كل الرهبان توقيع هذا المرسوم ولكن لم يوقعه الا القليلون. وكتب ثيوذور ستوديت رسالة عامة للرهبان يقنعهم فيها ان يخضعوا لله وليس لبشر. فذهب الامبراطور الى ابعد باضطهاده اكرام الأيقونات .


وفي سنة 815 أنزل البطريرك نيكيفوروس ونفاه واقام مكانه ثيوذوت كاسيتير عدو اكرام الايقونات. فالبطريرك الجديد جمع مجمعا رفض المجمع المسكوني السابع واعترف بقانونية مجمع قسطنطين كوبرونيم سنة 754 المحارب للايقونات .مع هذا اراد مجمع ثيودوت كسيتر ان يقدم بعض التنازل للارثوذكسين فعرض ان يترك لارادة كل شخص ان يكرم الايقونات ام لا يكرمها اعني الاعتراف بان اكرام الايقونات ليس واجبا.فوافق على هذا العرض بعض الرهبان الآتين بدعوة الى المجمع. وهؤلاء بعد اقناع ثيوذور ستوديت رفضوا.


والاثرية بقيادة ثيوذور ستوديت لم يريدوا ان يعرفوا لا البطريرك الجديد ولا المجمع ولا ما عرضه. ولم يخش ثيودور ستوديت ان يعلن اعتراضه على اوامر محاربي الايقونات.وقد نظم زياحا ضخما يوم احد الشعانين في شوارع المدينة مع الايقونات وتراتيل المزامير... فاستاء الامبراطورجدا من مقاومة الارثوذكسيين وعلى مثال قسطنطين كوبرونيم بدأ بطردهم ابتداء من من الرهبان . فتهدمت الاديار وطرد الرهبان وارسلوا الى المنافي وكان ثيوذور ستوديت من الاول المتألمين لأجل الايمان . فأرسلوه الى المنفى وعذبوه هناك بالجوع واشرف على الموت لو لم يقاسمه حارس السجن طعامه , الذي كان سرا من مكرمي الايقونات. ووزع ثيودور من منفاه تحارير للارثوذكسيين مثبتا فيهم المحبة لاكرام الايقونات حتى سنة 820 عندما أنزل لاون الارمني عن العرش واحتل مكانه ميخائيل الالثغ 820-829 فهذا ارجع من المنفى البطريرك نيكيفوروس وان لم يرجع اليه كرسيه وثيوذور ستوديت والارثوذكسيين الآخرين.


ولكن لخوفه من حزب محاربي الايقونات القوي لم يشأ ان يعيد اكرام الايقونات وان كان سمح باكرامها البيتي وخلف ميخائيل ابنه ثيوفيلوس829-842 وهذا الملك كان اكثر حزما من ابيه بقضية اكرام الايقونات. تربيته تحت اشراف يوحنا النحوي (غراماتيك)الذي صار بطريركا جعلته عدوا لاكرام الايقونات .فمنع اكرام الايقونات البيتي وارسل الرهبان ايضا الى المنافي وحتى الاستشهاد .ولكن بغض النظر عن هذا وجد في نفس عائلة ثيوفيلوس مكرمون للايقونات هذا حماته ثيوكتيستا وزوجته ثيودورة وعرف هذا ثيوفيلوس قبل موته 842 .


واعتلى العرش بعد ثيوفيلوس ابنه ميخائيل الثالث الحدث السن.فتولت ثيودورة ادارة المملكة بمساعدة ثلاثة اوصياء:أخويها فاردا ومنوئيل واخي الامبراطور المتوفي ثيوكتست قررت ثيودورة اعادة اكرام الايقونات ووافقها الاوصياء على هذا عدا منوئيل الذي خشي مقاومة الحزب المحارب للايقونات. ولكن منوئيل وافق بعد شفائه من مرض خطر وعد في اثنائه حسب اقناع الرهبان,بإعادة اكرام الايقونات وانزل البطريرك يوحنا غراماتيك ونصب مكانه القديس مثوذيوس الغيور على اكرام الايقونات.


فجمع مجعا تثبتت فيه قداسة المجمع المسكوني السابع واعيد اكرام الايقونات, تم في 19 شباط عام 842 يوم الاحد الاول من الصوم الكبيرتنظم زياح عظيم في شوارع المدينة مع الايقونات . وبقي هذا اليوم الى الابد يوم انتصار الكنيسة على كل الهرطقات يوم الارثوذكسية . وبعد هذا انزل الاساقفة المحاربون للأيقونات ونصب مكانهم ارثوذكسيين . وقد أضاع حزب محاربي الايقونات قوته نهائيا...

مع محبتي للجميع بالمسيح ربنا آمين

سامر يوسف الياس مصلح
بيت ساحور
28/08/2011

ليست هناك تعليقات: