أرشيف المدونة الإلكترونية

الأحد، 23 يناير 2011

القديس ثيوذوسيوس رئيس الأديرة


القديس ثيوذوسيوس رئيس الأديرة


تعيّد الكنيسة غدًا في ١١ كانون الثاني شرقي الموافق 24/01/2011 غربي لقديس عظيم في النسك والتعليم وخدمة المحتاجين. سُمّي رئيس الأديرة لأنه كان المرشد للرھبان الذين يعيشون معًا ضمن جماعات رھبانية، وكان فعلا رئيسًا لعدة أديرة في مكان واحد في فلسطين. عاش في القرن الخامس.


وُلد في كبادوكيا ونشأ في البيت وفي الكنيسة على الصلاة وتأمّل الإنجيل. ولما رغب في تكريس حياته كلھا للسعي الروحي، توجّه نحو اورشليم (القدس). توقف في الطريق في منطقة أنطاكية وقصد القديس سمعان العمودي.

لما وصل الى اورشليم، زار الأماكن المقدسة اولا، ثم تساءل كيف عساه يبدأ حياة التكريس، وكان يعلم أنه لا بد له أن يجد من يرشده في سعيه، فتتلمذ على كاھن شيخ ممن يخدمون كنيسة القيامة أصله من كبادوكيا. تدرّب على الطاعة لكي يخضع مثل المسيح لمشيئة الآب، وتعلّم كيف يميّز الخير من الشر، ثم استقر وحده في كنيسة على طريق بيت لحم.

ولما ارادت سيدة مُحْسنة غنية أن تؤسس ديرًا وتجعله رئيسا على الرھبان،ترك الكنيسة وأقام في مغارة على سفح الجبل. ھناك مارس القديس حياة التقشف والنسك، لا يأكل الا الثمار والأعشاب التي يجدھا ويصلّي واقفًا طوال الليل.



لما ذاع خبر نسكه الشديد في المنطقة، قصده كثيرون ليتتلمذوا عليه. قبل اولا عددا قليلا من التلاميذ لا يتجاوز العشرة، وصار يعلّمھم بالقول والفعل التواضع والانسحاق والايمان بالرب والاتكال عليه.


ضاقت المغارة بالتلاميذ حتى اضطر القديس أن يوافق على بناء دير. أنفق بعض الأصدقاء على تشييد مبان كبيرة في مكان يبعد نحو ٧ كلم عن بيت لحم يشمل سكن الرھبان ومشاغل لھم. أُضيفت الى الدير مضافة للرھبان الزوار، ومضافة للفقراء والمعوزين، ومستشفى للمرضى، ومأوى للرھبان المسنّين، ومصح للمرضى عقليا. وكان القديس ثيوذوسيوس يقوم بخدمة الكل مع الإخوة الرھبان، فصار كالعين للأعمى، والساق للأعرج، والسقف لمن لا بيت لھم، والثياب للعراة.

كثُر الرھبان في الدير حتى بلغ عددھم ال ٤٠٠ راھبًا من جنسيات مختلفة. لذلك بنى القديس ثيوذوسيوس كنائس عدّة في الدير حتى تقام الصلوات اليومية بلغات مختلفة: اليونانية والسريانية والأرمنية، فيفھم كل راھب الصلاة بلغته، ويجتمع الكل في القداس الإلھي.


شارك القديس مع الرھبان في الدفاع عن الايمان المستقيم لما انحرف الامبراطور أنستاسيوس عن العقيدة القويمة. حصلت بصلواته عجائب كثيرة: شفي المرضى، نجا المسافرون من الخطر، امتلأ البيت قمحًا ايام المجاعة، أمطرت
السماء ايام الجفاف... عُرف القديس ثيوذوسيوس بتواضعه الشديد، ويُحكى انه رأى يومًا راھبان يتشاجران فركع أمامھما ورفض أن يقوم حتى يتصالحا وھكذا كان.


منع يومًا المناولة عن راھب ارتكب خطيئة كبيرة فأجابه الراھب قائلا: وانا ايضًا أمنعك من المناولة. فأطاع ثيوذوسيوس ولم يقترب من المناولة حتى تراجع الراھب.



مرض في آخر أيامه مرضًا شديدًا ورقد سنة ٥٢٩ عن ١٠٥ أعوام، ودُفن في المغارة التي ابتدأ فيھا حياته النسكية. تعلّم تلاميذه منه إيمانه القو ي الذي لا يتزعزع ونسكه الشديد وحنوّه على الفقراء والمرضى والتزامه الدائم بالصلاة



من أخباره:

من أخباره أن رجلاً مقتدراً رحيماً كان يوزّع البركات على النسّاك ويسألهم الصلاة . ولسبب ما، ربما بتدبير من الله، كان لا يرسل لثيودوسيوس ورهبانه شيئاً. فجاء التلاميذ إلى معّلمهم وألحّوا عليه أن يقول للغني كلمة فيرسل للأخوة شيئاً من المؤن لأن مؤونهم وشيكة النفاذ. فأجابهم القديس ألا ييأسوا بل يلقوا رجاءهم على الله الحي لا على الناس. ولم يطل الوقت حتى لاحظ الأخوة رجلاً على الطريق يحاول أن يسوق حماره بعيداً عن المغارة والحمار واقف بعناد لا يشاء أن يتزحزح .





كان الرجل يضرب الحمار والحمار لا يتحرك . فأدرك، إذ ذاك، أن مشيئة الله ليست أن يذهب الحمار في الاتجاه الذي يريده هو. ولما تركه على سجيّته تحركت البهيمة باتجاه مغارة القديس ثيودوسيو س وتوّقفت هناك . وإذ سأل الرجل الرهبان وعلم أنهم لا يملكون شيئاً تعجّب من رحمة الله وحمل إليهم ضعف ما حمله لغيرهم. منذ ذاك الوقت تعّلم تلاميذ القديس ثيودوسيوس ألا يضطربوا متى نقصت مؤونهم وصاروا يلقون رجاءهم، كمعلمهم على الله الحي.

ثيودوسيوس القديس كان أب الجميع وكان بمثاله وتعاليمه صورة حيّة للمسيح. تعيّد له الكنيسة في 11 كانون الثاني من كل سنة. فبشفاعاته اللهم ارحمنا وخّلصنا آمين.

طروبارية باللحن الثامن
للبرّية غير المثمرة بمجاري دموعك أمرعتَ، وبالتنهُّدات التي من الأعماق أثمرتَ بأتعابك إلى مئة ضعفٍ. فصرتَ كوكباً للمسكونة متلألئاً بالعجائب، يا أبانا البار ثاودوسيوس، فتشفع إلى المسيح الإله أن يخلص نفوسنا.

قنداق باللحن الثامن
لما غُرستَ في ديار ربك، أزهرتَ ببهاء فضائلك الباهرة، وكثَّرثَ أولادك في البرية، وبامطار عبراتكَ روَّيتهم، يا رئيس قطعان حظائر الله الإلهية، لذلك نصرخُ إليكَ هاتفين: السلام عليكَ أيها الأب ثاودوسيوس.

ليست هناك تعليقات: