أرشيف المدونة الإلكترونية

الجمعة، 12 يونيو 2009


الحية النحاسية



بعد أن أرسل اللـه الحيات المحرقة على الشعب قديماً لتذمرهم على اللـه وعلى عبده موسى،"أتى الشعب إلى موسى وقالوا قد أخطأنا إذ تكلمنا على الرب وعليك، فصلِّ إلى الرب ليرفع عنا الحيات،فصلى موسى لأجل الشعب. فقال الرب لموسى اصنع لك حية محرقة وضعها على راية فكل من لدغ ونظر إليها يحيا. فصنع موسى حية من نحاس ووضعها على الراية فكان متى لدغت الحية إنساناً ونظر إلى حية النحاس يحيا" (عدد7:21 ـ 9).
وبهذه الوسيلة أنقذ اللـه الشعب وعلمهم درساً في الإتكال عليه في كل شيء. وعندما قام حزقيا ـ بعد ذلك بعدة قرون ـ بإزلة المرتفعات والتماثيل والسواري، "سحق حية النحاس التي عملها موسى لأن بني إسرائيل كانوا إلى تلك الأيام يوقدون لها ودعوها نحشتان" (2ملوك 4:18). وعبارة "دعوها" ـ في العبرية ـ قد تعني أن حزقيا هو الذي دعاها "نحشتان" أي "قطعة من نحاس" تهويناً من أمرها، أو أن الشعب كان قد دعاها بهذا الاسم منذ أن انحرف إلى عبادتها. وما فعله حزقيا من سحق تلك الحية كان بالغ الأهمية لأن عبادة الحيات كانت واسعة الانتشار في الديانات الوثنية في الشعوب حولهم. وكان الفراعنة يزينون تيجانهم بتماثيل الكوبرا المصرية رمز الآلهة "أديو" حامية مصر السفلى.
وفي حديث الرب يسوع لنيقوديموس عن حتمية موته بالصليب لخلاص البشر، استخدم الحية النحاسية التي رفعت على سارية لكي ينظر كل من لدغ، إليها بإيمان فيحيا، قائلاً:"وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. لأنه هكذا أحب اللـه العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو14:3ـ 16)، فكل من ينظر بإيمان إلى المسيح يخلص وينول الحياة الأبدية.

ليست هناك تعليقات: